وضمت قائمة الفائزين السابقين شركة "دي.لايت ديزاين"، الفائزة عن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعام 2013؛ ومنظمة "سيريس"، الفائزة عن فئة المنظمات غير الحكومية لعام 2013؛ وصندوق الدفاع عن البيئة، الفائز بالمركز الثاني عن فئة المنظمات غير الحكومية لعام 2012؛ حيث تحدثوا عن كيفية الاستفادة من مبلغ الجائزة أمام جمهور ضم أكثر من 150 شخصية بينهم خبراء وصناع قرار من القطاع ومتخصصون من المؤسسات الأكاديمية.
وأقيم حفل الاستقبال ضمن حملة التوعية التي تنفذها الجائزة لتعزيز المعرفة بدورها وفئاتها في الولايات المتحدة الأمريكية. ورحب سعادة عمر الشامسي، القائم بأعمال سفارة دولة الإمارات في واشنطن، بالضيوف في السفارة، حيث استهل الحدث بكلمة ألقاها دينيس ماكجين، الأدميرال المتقاعد في قوات البحرية الأمريكية والرئيس التنفيذي للمجلس الأمريكي للطاقة المتجددة. كما ألقت الدكتورة نوال الحوسني، مدير إدارة جائزة زايد لطاقة المستقبل، كلمة شرحت خلالها أهداف ورسالة الجائزة موضحةً أنها تندرج ضمن مبادرة أوسع نطاقاً لحكومة دولة الإمارات تسعى إلى تحفيز الابتكار في قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة. وتضمن الحفل عرض مقاطع فيديو من حفل توزيع الجوائز خلال الدورات السابقة.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر، مدير عام جائزة زايد لطاقة المستقبل: "تتميز جائزة زايد لطاقة المستقبل بأن تأثيرها الإيجابي لا يقتصر على الفائزين فحسب، فهو يمتد ليشمل المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، وذلك من خلال دعم وتحفيز المبدعين على مواصلة العمل لنشر ابتكاراتهم المفيدة على نطاق أوسع. ونحن سعداء بنجاح الجائزة في تحقيق هدفها عبر تكريم المبتكرين الذي قدموا مساهمات قيّمة في مجالات تطوير التكنولوجيا والحلول، ومبادرات التوعية وصياغة السياسات، وبرامج التنمية الاجتماعية".
وأضاف: "إن أهم عوامل نجاح الجائزة وتطورها هو الدعم اللامحدود الذي تحظى به من قبل القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أطلقت هذه الجائزة تكريماً للإرث العريق الذي غرسه في نفوسنا الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي أرسى دعائم التنمية المستدامة في مختلف مجالات الحياة. وأود هنا التنويه بالدور الكبير الذي قامت به سفارة الدولة في واشنطن على مدى السنوات الماضية، حيث قدمت كافة أشكال الدعم الممكنة لـ"مصدر" ومبادراتها المختلفة".
من جانبه، قال الأدميرال دينيس ماكجين: "يواجه عالمنا في الوقت الحاضر عدة تحديات ملحة ومتداخلة، ومنها تلبية الطلب العالمي المتنامي على الطاقة وتعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة والتصدي لتداعيات ظاهرة تغير المناخ. ولكي نتمكن من التعامل مع هذه التحديات بفعالية، لا بد لنا من اكتشاف حلول مبتكرة ومستدامة من شأنها المساهمة في توفير الطاقة بتكلفة معقولة وبشكل يسهل الحصول عليها لكافة سكان العالم الذين يتجاوز تعدادهم سبعة مليارات نسمة. وإننا في ’المجلس الأمريكي للطاقة المتجددة‘ نشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها ’جائزة زايد لطاقة المستقبل‘ لتكريم ودعم الرواد والمبدعين الذين يسهمون من خلال ابتكاراتهم وأفكارهم في تحقيق أثر إيجابي على مختلف مجتمعات العالم، فضلاً عن تطوير مصادر جديدة للطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية ، وبناء مستقبل أكثر أمناً واستدامة وازدهاراً للأجيال القادمة".
وخلال حفل الاستقبال، أعلنت شركة "دي.لايت ديزاين"، أنها ستتبرع بجزء من قيمة الجائزة التي نالتها، والبالغة 1.5 مليون دولار، لصالح مبادرة تعليمية تُعنى بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وتستهدف الأطفال المحرومين في أفريقيا. وأوضح دون تايس، الرئيس التنفيذي للشركة أن هذه المبادرة التثقيفية المخصصة للمدارس ستشمل خططاً دراسية، ومساعدات للمعلمين، وأدوات تعليمية وكتب للأنشطة العملية، وغيرها. وبهدف تشجيع جيل المستقبل على الاهتمام بالتنمية المستدامة وجعلها جزءاً من حياتهم، سيتم دعم الأنشطة التفاعلية الصفية بمنصات رقمية وإلكترونية مثل التعليم عبر الأجهزة المتنقلة، والبرامج الإذاعية، وأجهزة الكمبيوتر اللوحي، والألعاب الإلكترونية.
من جهته، أشار إريك بولي، النائب الأول للرئيس لشؤون التخطيط الاستراتيجي والاتصال في "صندوق الدفاع عن البيئة"، الذي يتخذ من نيويورك مقراً له، إلى أن المبلغ المالي الذي حصل عليه الصندوق من جائزة زايد لطاقة المستقبل عام 2012 وقيمته 500 ألف دولار، قد ساهم في دعم جهوده المتعلقة بصياغة السياسات وتطوير مبادرات تعزيز كفاءة الطاقة وتشجيع انتشار شبكات الكهرباء الذكية وحلول الطاقة المتجددة في العديد من المناطق في عموم الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت ميندي لوبر، الرئيس والرئيس التنفيذي لـ"سيريس" إلى أن فوز المنظمة بجائزة زايد لطاقة المستقبل لعام 2013 عن فئة المنظمات غير الحكومية، وقيمتها 1.5 مليون دولار، أتاح لها توسيع نطاق جهودها المتعلقة بصياغة السياسات وإطلاق المبادرات الرامية لتشجيع الإفصاح عن المعلومات ذات الصلة بالأداء البيئي والاجتماعي وإفصاحات الحوكمة للشركات العاملة في قطاعي التمويل والتأمين والشركات الأعضاء في المنظمة. وتعاونت "شبكة المستثمرين بشأن مخاطر المناخ"، أحد مشاريع منظمة "سيريس"، مؤخراً مع خمس بورصات كبرى، بما فيها "ناسداك أو. إم. إكس" من أجل تضمين معيار خاص بالإفصاح عن الاستدامة في متطلبات وشروط إدراج الشركات في هذه البورصات.
وفي إطار الزيارة التي قام بها وفد جائزة زايد لطاقة المستقبل إلى واشنطن، شاركت الدكتورة نوال الحوسني في جلسة نقاش تحت عنوان "الطريق نحو بناء الاقتصاد الأكثر كفاءة في مجال الطاقة على مستوى العالم" خلال الدورة السنوية السادسة للمنتدى العالمي لكفاءة الطاقة الذي عقد في العاصمة الأمريكية خلا الفترة 20-21 مايو 2013، ونظمه "التحالف من أجل توفير استهلاك الطاقة"، وهو ائتلاف غير ربحي يضم قادة شركات ومسؤولين حكوميين ورواد البيئة وممثلون عن المستهلكين.
وجاءت الزيارة إلى واشنطن ضمن إطار الحملة التي أطلقتها الجائزة بهدف استقطاب المزيد من طلبات المشاركة في دورة عام 2014 من المدارس الثانوية وقطاع التقنيات النظيفة في الولايات المتحدة الأمريكية. وإلى جانب ذلك، شاركت الجائزة في كل من الدورة السنوية السادسة لقمة بلومبرج للطاقة الجديدة في نيويورك، والمؤتمر السنوي للجمعية الوطنية لمدرسي العلوم في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس، بالإضافة إلى منتدى سان فرانسيسكو للتكنولوجيا النظيفة.
ويتم منح جائزة زايد لطاقة المستقبل، البالغة قيمتها 4 ملايين دولار، سنوياً للأفراد والشركات والمنظمات والمدارس التي قدمت مساهمات قيّمة وذات أثر ملموس في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وتغير المناخ. وكرمت الجائزة على مدى السنوات الخمس الماضية 21 مبتكراً وساهمت في تحقيق أثر إيجابي على المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
تجدر الإشارة إلى أن آخر موعد لاستقبال طلبات المشاركة للدورة الحالية من جائزة زايد لطاقة المستقبل هو 5 أغسطس من العام الجاري. وسيتم إعلان أسماء الفائزين خلال حفل توزيع الجوائز المقرر إقامته يوم 20 يناير 2014 في العاصمة أبوظبي ضمن إطار "أسبوع أبوظبي للاستدامة".