تعزيز المساواة لبناء عالمٍ أكثر استدامة
News Post Image
27 مارس 2023 مشاركة

مقال مشترك بقلم الدكتورة لمياء نواف فواز، مدير إدارة جائزة زايد للاستدامة؛ ونيدي بانت، المؤسسة الشريكة لشركة "إس فور إس تكنولوجيز"

تسعى مجموعة من المزارِعات الفقيرات في الهند إلى تحدي الصورة النمطية لعمل المرأة وكسر الحواجز المجتمعية.

وبفضل برامج منظمة "إس فور إس تكنولوجيز" في الهند تمكنت أكثر من 2,700 امرأة من الاستفادة من الموارد وفرص التدريب والتمويل الضرورية، وامتلاك مشاريع صغيرة، وتحسين مستواهن المعيشي، وأسهمن بذلك في تطور المجتمع، وتحسين حياة أفراده، وتحفيز مزيد من النساء لاتباع النهج ذاته.

تلك إحدى ثمار تطبيق مبدأ المساواة الذي يمثل الرسالة الرئيسية لليوم العالمي للمرأة هذا العام، وهو المبدأ الذي يسهم بتعزيز سبل العيش، وتخفيف وطأة الفقر، وتوفير فرص عادلة للجميع، وينسجم تماماً مع أهداف جائزة زايد للاستدامة، الجائزة العالمية الرائدة في مجال الاستدامة التي أسهمت منذ انطلاقها قبل 15 عاماً في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص.

كرمت الجائزة المؤسسات التي تمتلك حلولاً  مبتكرة ومؤثرة تعمل على معالجة طيف واسع من تحديات الاستدامة، في مجالات الطاقة والغذاء والمياه والصحة، فضلاً عن المساهمة في تمكين الأفراد المعوزين والمجتمعات المهمّشة من الوصول العادل إلى الفرص والموارد. وتواصل الجائزة سعيها لتحقيق مبدأ المساواة في العالم من خلال توفير التمويل للنشاطات الأكثر طلباً والأقوى تأثيراً.

فازت منظمة "إس فور إس تكنولوجيز" بجائزة زايد للاستدامة في عام 2022 تكريماً لها على تطوير تقنيتها المبتكرة لمعالجة الطعام دون الاعتماد على الكهرباء "نظام التجفيف بالطاقة الشمسية". وتهدف هذه التقنية إلى تحويل الهدر في المزارع إلى منتجات خالية من المواد الحافظة وغنية بالمواد المغذية، مما يساعد المزارعات على زيادة أرباحهنّ بنسبة 50 - 200%. وتساعد تقنية تقليل هدر الطعام صغار المزارعين -ولا سيّما النساء- على انتشال أنفسهم من براثن الفقر مما يجعلها خير نموذج يدعم مبدأ تكافؤ الفرص.

وبفوز "إس فور إس تكنولوجيز" بهذه الجائزة تمكنت من الوصول إلى أعداد جديدة من المستفيدين تقدر بآلاف المزارعين وصاحبات المشاريع الصغيرة، لتمنحهن التدريب والدعم اللازم لبيع منتجاتهن. وتمكنت بذلك حتى اليوم من توفير 3,500 فرصة عمل، وتجنب هدر 36,000 طن من المنتجات الزراعية، وتفادي انبعاث 300 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، علاوةً عن توفير المواد الغذائية لأكثر من 1.2 مليون شخص. ونجحت الشركة كذلك في معالجة المعوقات الاقتصادية التي تواجه المزارعات في الهند، فحققت نتائج مبهرة جداً. واليوم تتولى النساء إدارة سلسلة الإنتاج والتوريد كاملة في منظمة "إي فور إس تكنولوجيز". 

وتلتزم جائزة زايد للاستدامة بدعم التنمية المستدامة وتحقيق مبدأ المساواة عالمياً، مستمدة إلهامها من الجهود الإماراتية المكرسة لدعم المساواة بين الجنسين. ولطالما كان الأب المؤسس لدولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"؛ والذي تحمل الجائزة اسمه؛ من كبار داعمي المساواة. وتبقى كلماته دائماً نبراساً يضيء لنا الطريق، ومن ذلك قوله: "المرأة نصف المجتمع وعلى أي دولة تنشد التطور ألا تترك المرأة فريسة للفقر والأمية".

وشهدت دولة الإمارات منذ تأسيسها زيادة مطردة في نسبة تمثيل المرأة عبر قطاعات الحكومة والتعليم ومكان العمل. ووفق تقرير الفجوة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2022، احتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى في المنطقة على صعيد المساواة بين الجنسين. وتشكل النساء الإماراتيات 70% من مجمل خريجي الجامعات في الدولة، ويشغلن 15% من مجالس إدارة غرف التجارة والصناعة، وثلثي وظائف القطاع العام في الدولة.

وتضطلع دولة الإمارات بدور ريادي في تعزيز مبدأ المساواة على الساحة العالمية، وتتبنى الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وفي ضوء النجاح الذي تحققه الجهود التي تدعمها الجائزة من خلال التمويل وتعزيز الوعي، يفخر القائمون على الجائزة بمساعدة مشاريع التنمية المستدامة الرامية إلى تمكين المرأة، وخير مثال على ذلك مشاريع منظمة "إس فور إس تكنولوجيز".

ومن خلال المشاريع الفائزة، أحزرت جائزة زايد للاستدامة تقدماً مذهلاً نحو تمكين المرأة من الاستفادة من فرص التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية. وفي إطار احتفالنا باليوم العالمي للمرأة في 8 مارس من كل عام، نسعى لتكريم الأفراد والمنظمات الذين يكرسون جهودهم لترسيخ مفهوم المساواة، ابتداءً من الدعوة لسن السياسات التي تعزز المساواة بين الجنسين، وصولاً إلى توفير الموارد والدعم اللازم للنساء في مجتمعاتهن. وتُحدث هذه الجهود تأثيراً إيجابياً حقيقياً على حياة النساء والفتيات في مختلف بقاع العالم، ويسعدنا اليوم أن نحتفل بنجاحاتهنّ.