المصابيح الشمسية الذكية تساهم في الحد من العنف ضد النساء والأطفال
News Post Image
25 أغسطس 2019 مشاركة

بقلم توماس صامويل، مؤسس ورئيس سونا ديزاين
  

أدركت منظمة "كهربائيون بلا حدود"، وهي منظمة تعمل على حل مشكلات الكهرباء التي تحدث في حالات الطوارئ، العام الماضي وجود حاجة إلى توفير حل تقني صغير الحجم لتوفير الإضاءة بالطاقة الشمسية في مخيم الزعتري للاجئين بالأردن، على أن تكون هذه التقنية سهلة التركيب، ومكتفية ذاتياً بالكامل، وأن لا تتطلب صيانة مع احتمال محدود لتعرضها للتخريب. وبدورها "سونا ديزاين" توفر ضمن مجموعتها حلولاً تتوافق على نحو مثالي مع هذه المتطلبات.  

 

التحدي

يستضيف مخيم الزعتري حالياً نحو 150 ألف لاجئ سوري، وقد شهد على مدى السنوات الماضية توسعاً كبيراً، حيث كان يستقبل في بعض الأحيان نحو ألف لاجئ يومياً من ضمنهم نساء وأطفال. يتصل المخيم، الذي يضم خياماً كبيرة ومرافق مراحيض، بشبكة الكهرباء المحلية التي تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم بسبب عدم القدرة على التنبؤ بعمل شبكة الكهرباء الأردنية. وهذا بالطبع يجعل من المستحيل أن يكون لدى المسؤولين في المخيم القدرة على توفير إضاءة عامة موثوقة في أرجاء المخيم. 

وبالإضافة إلى هذه التحديات، كان هناك أيضًا مسألة ملحة تتعلق بتوفير الأمن والراحة للنساء والأطفال خلال استخدامهم للمراحيض أثناء الليل. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والسلطات المحلية والجهات المعنية بقضايا اللاجئين لضمان السلامة داخل المخيمات، لا يزال سكان المخيم يعانون من انعدام الأمن والتهجم الشخصي عليهم. وبناء على ذلك، وجدت منظمة "كهربائيون بلا حدود" أن توفير إنارة خارجية بسيطة وفعالة في شوارع المخيم من شأنه المساعدة في توفير أجواء آمنة ضمن المخيم. 

 

الحل

من بين مجموعة تقنياتها، وجدت "سونا ديزاين" أن مصابيحها من طراز (ISSL+)تمثل الحل الأمثل لإضاءة الشوارع لكونه يعتبر حلاً متكاملاً من حيث قابلية "التوصيل والتشغيل".وقد تم تجميع كافة عناصر المصابيح من ألواح شمسية وبطاريات وأجهزة إلكترونية، لتصبح جاهزة للتركيب في أعلى أي عمود عادي بسهولة. كما أن الوقت اللازم لتركيبها لا يتجاوز بضع دقائق، لذلك ليس هناك حاجة إلى القيام بأي حفريات أو توصيلات إضافية. ونظراً لكونها بعيدة المنال، فمن المستحيل أن يتم تخريبها لإعادة استخدامها في تطبيقات أخرى. وقد تم تصنيع هذه المصابيح بأحجام تتناسب بدقة مع احتياجات التشغيل، ما جعل سعرها معقولاً بالنسبة إلى منظمة "كهربائيون بلا حدود".

 

النتيجة

تم تركيب مائة من مصابيح الشوارع (ISSL+في جميع أنحاء المخيم، وخاصة حول مرافق المراحيض. وبفضل تصميمها البسيط من حيث قابلية "التوصيل والتشغيل"، تمكن ثلاثة أشخاص من تركيبها جميعها خلال ثلاثة أيام فقط. وباعتباره جهازاً مستقلاً، فإنه يحد من حدوث انقطاعات عامة للإضافة، وكذلك من المحاولات الفردية غير القانونية لتوصيل أجهزة إضاءة خاصة بالشبكة والتعرض بالتالي لإصابات خطيرة، بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى إجراء تمديدات إضافية للتعامل مع تنامي أعداد اللاجئين ضمن المخيم. كما ساهمت هذه الأجهزة في تحسين الحياة اليومية بشكل كبير ضمن المخيم من خلال الحد من مخاطر العنف ضد النساء والأطفال، وتقليل حدوث الجريمة وأعمال التخريب، وتعزيز الأنشطة الاجتماعية وكسر حالة الخمول التي غالبا ما تنتج عن العيش في مخيم للاجئين لسنوات عديدة.