تبذل منظمة "سيريس" جهوداً حثيثة لتلبية الحاجة الملحّة في الوقت الراهن لتزويد الحكومات والشركات بالأدوات اللازمة لتحفيز العمل المناخي النوعي والمساهمة في الحد من البصمة الكربونية على نطاق واسع.
وتعمل منظمة "سيريس" الأمريكية غير الربحية، التي تأسست قبل 30 عاماً على يد المستثمرة الرائدة جوان بافاريا، بشكل دؤوب لتحقيق مهمتها الرامية إلى تسريع وتيرة الجهود المناخية من خلال تقديم توصيات متكررة للشركات والقطاعات والحكومات لتمكينها من اتخاذ قرارات مبنية على حقائق وبيانات وليصبحوا شركاء رئيسيين في مكافحة التغير المناخي.
وتقول ميندي لوبر، رئيسة منظمة سيريس: "نعمل من خلال شراكاتنا وشبكاتنا على تحفيز الأسواق التي تمتلك الجرأة والطموح ودعم السياسات التي تسهم في تسريع وتيرة التحول نحو اقتصاد منصف ومستدام".
وتصف لوبر الفوز بجائزة زايد للاستدامة عام 2013 بأنها كانت لحظة مهمة في مسيرة المنظمة حيث تقول: "لقد ساهم الفوز بالجائزة في وضع كافة الاستراتيجيات الرئيسية التي شكلت الأساس للنجاح الذي نحققه اليوم".
فمن خلال فوزها بجائزة زايد للاستدامة، تمكنت منظمة "سيريس" من التحول من مؤسسة صغيرة إلى منظمة كبيرة الحجم، ما أهلها للتعاون مع المزيد من الشركات والمستثمرين. وتعمل المنظمة اليوم مع مئات الشركات و600 مستثمر عالمي من أجل شمل المخاطر المناخية والبيئية ضمن خطط عمل القطاع الخاص وأسواق رؤوس الأموال.
وقد استفادت منظمة "سيريس" من المنحة المقدمة من قبل جائزة زايد للاستدامة لبناء فريق للتواصل، وبرنامج لصياغة سياسات الأعمال، ما مكّنها من التوسع في تقديم المشورة الخاصة بالسياسات على كافة المستويات الحكومية، لتسهم في تعزيز المعايير المتعلقة بالطاقة المتجددة وكفاءة الوقود، وتطبيق سياسات التنقل المستدام، والاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة، وتحقيق أهداف اتفاقية باريس.
على سبيل المثال، فقد نجحت منظمة "سيريس" في حشد دعم الشركات الأمريكية الرائدة لحث الكونجرس على إقرار التشريع الخاص بالمناخ والذي وُصف بأنها (قرار تاريخي)، ويعد أكبر برنامج استثمار في مجال المناخ والطاقة النظيفة والتعافي البيئي في تاريخ الولايات المتحدة. وعلى مستوى الولاية الأمريكية التي تنشط فيها، لعبت شبكة "سيريس" BICEP التي تضم حالياً 80 شركة رائدة كأعضاء، دوراً مهماً في تمرير عدد من أكثر قوانين المناخ أهمية في البلاد.
وتعتبر منظمة "سيريس" رائدة في مجال دمج الاستدامة في أسواق رأس المال، وتحقيق عدد من الإنجازات الأولى من نوعها على مستوى العالم، والتي تشمل تطوير مدونة رائدة للسلوك البيئي للشركات، وإطلاق مبادرة عالمية للإبلاغ عن استدامة الشركات المعروفة الآن باسم "المبادرة العالمية للتقارير"، والمساهمة بتأسيس مبادرة Climate Action 100+ التي استقطبت أبرز المستثمرين في العالم في مجال العمل المناخي، وذلك بهدف ضمان اتخاذ أكبر الشركات المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم الإجراءات اللازمة بشأن تغير المناخ والوصول إلى صفر انبعاثات كربونية.
كما أطلقت منظمة "سيريس" مبادرات أخرى تهدف إلى تسريع الانتقال إلى مستقبل خالٍ من الانبعاثات من بينها مبادرة "تقييم تمويل المياه"، وهي مشروع عالمي جديد يقوده المستثمرون لإشراك 72 شركة لديها تأثيرات بيئية عالية المخاطر في مجال استهلاك المياه، بهدف إحداث تغيير ملموس وشامل لتحسين حماية أنظمة المياه. ومن المبادرات التي أطلقتها "سيريس" أيضاً مبادرة طموح 2030 التي تهدف إلى إزالة الكربون من قطاعات بأكملها، بدءاً بستة من أكثر القطاعات تلويثاً للبيئة، وهي: الطاقة الكهربائية، والنفط والغاز، والصلب، والغذاء، والخدمات المصرفية، والنقل.
وتسخّر منظمة "سيريس" سجلها الحافل بالنجاحات والممتد لعشرات السنين في مجال قيادة الجهود المناخية للمستثمرين والشركات، ومن خلال شبكاتها القوية والمبادرات التعاونية التي تطلقها، لتعزيز طموحات الشركات في مجال المناخ، وإنشاء خطط عمل انتقالية ذات تأثير ملموس، وتقديم التقارير حول كيفية تحقيق أهدافهم المناخية.
إن دعم جميع قطاعات الاقتصاد - من المستثمرين إلى أصحاب الأعمال إلى صنّاع السياسات – لتحقيق تقدم في قياس البصمة الكربونية واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استدامة أكبر في عملياتهم التشغيلية، ينسجم بشكل مباشر مع هدف جائزة زايد للاستدامة المتمثل في تسريع وتيرة التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم.
وفيما يسعى العالم للحد من تداعيات تغير المناخ ويتعهد قادته بالتزامات عاجلة وذات تأثير للحد من انبعاثات الكربون، ستواصل منظمات مثل "سيريس" لعب دور حاسم لضمان نجاح الشركات في تحقيق أهدافها المناخية الطموحة.