مبادرة "ما بعد 2020" تبدأ مرحلتها الثانية بتوفير مصابيح شمسية لمخيم لاجئين في بنغلاديش يعد الأكبر في العالم
News Post Image
20 يونيو 2021 مشاركة قامت المبادرة الإنسانية "ما بعد 2020" التي تقودها دولة الإمارات بتركيب مصابيح إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية في مخيم "كوتوبالونغ" للاجئين الروهينغا في منطقة "كوكس بازار" ببنغلاديش، وبالتالي المساهمة في تحسين جودة الحياة اليومية لأكثر من 4500 شخص. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز مستويات الأمان وتوفير ظروف أفضل لممارسة الأنشطة اليومية والاجتماعية بعد حلول الظلام، وتأتي في إطار المرحلة الثانية من مبادرة "20 في 2020" التي تم تغيير مسماها مؤخراً إلى "ما بعد 2020" لتواصل المبادرة جهودها الإنسانية الرائدة عالمياً.

وقد تم تكليف منظمة "كهربائيون بلا حدود"، وهي منظمة غير ربحية بارزة مقرها فرنسا وفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2020 عن فئة "الطاقة"، بتركيب المصابيح الشمسية بالنيابة عن مبادرة "ما بعد 2020" ضمن أكبر مخيم للاجئين في العالم. وقد استفادت المنظمة من خبرتها السابقة في هذا النوع من المشاريع إذ سبق لها تنفيذ مشروع "نور من أجل الروهينغا" الذي نال استحساناً كبيراً وساهم في تحسين حياة الآلاف من الناس من خلال تطبيق حلول الطاقة المتجددة وتوجيه رواد الأعمال. ووفرت منظمة "كهربائيون بلا حدود" الخبرة الدولية اللازمة في مجال مشاريع الطاقة المتجددة ضمن المجتمعات غير المتصلة بالشبكة، حيث تقوم بتركيب 240 نظام طاقة شمسية منزلياً و640 مصباحاً شمسياً ضمن مخيم اللاجئين إلى جانب تدريب سكان المخيم على صيانة المعدات التي يستخدمونها.

وقال يوهانيس فان دير كلاو، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنجلاديش: "من شأن تقديم هذه التبرعات السخية إحداث تغيير إيجابي حقيقي في حياة المتضررين من لاجئي الروهينجا؛ فتوفير إنارة أثناء الليل يسهم في تعزيز مقومات الأمان ما ينعكس إيجاباً على الحياة الاجتماعية للاجئين ضمن المخيم وخصوصاً الذين يعانون من إعاقات جسدية والنساء والفتيات ويمثل استخدام التكنولوجيا المستدامة مثل حلول الطاقة المتجددة أمراً مهماً وأولوية بالنسبة لجهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بنجلاديش".

وشمل توزيع المصابيح جميع اللاجئين في المخيم، وتم التركيز بشكل أساسي على الأشخاص من ذوي الإعاقة والحوامل والفتيات الصغيرات. وقد شهدت عملية توزيع حلول الإضاءة الشمسية من قبل مبادرة "ما بعد 2020" نوعاً من التردد بين المستفيدين المستهدفين من حيث مدى تأثير المصابيح الشمسية على وضعهم العام وما يمكن أن تضيفه إلى حياتهم اليومية. وغالباً فإن السبب وراء هذا التردد يكمن في الظروف الاقتصادية الصعبة للسكان، والتي أعاقت قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية، وبالتالي اعتبر السكان أن الكهرباء التي تولّدها هذا المصابيح الشمسية هي بمثابة سلعة فاخرة. ورغم ذلك، فقد تغيرت مواقفهم بشكل كبير بعد تركيب المصابيح بشكل فعلي واستخدامها لاحقاً، حيث حلّت محل مصابيح الكيروسين التي كان السكان يستخدمونها لقضاء حاجاتهم اليومية، والتي كانت مكلفة وتشكّل خطراً على صحتهم، مما كان يدفعهم إلى التقليل من استخدام الأضواء ليلاً .

وكانت هافاجا خاتون تسكن في منطقة "بوثيدونج أولاباك" في ميانمار وهي تعيش حالياً في المخيم رقم 4، الكتلة الفرعية: A-11. وبسبب أزمة الروهينجا، اضطرت إلى الفرار لإنقاذ حياتها إلى بنغلاديش مع ابنتها البالغة من العمر 15 عاماً. وخلال حديثها مع فريق مبادرة "ما بعد 2020"، أوضحت هافاجا كيف اضطرت هي وعائلتها لاستخدام الحمام المشترك في المخيم، الذي يقع بعيداً عن مأواها. وبسبب المخاوف الأمنية وقلة الإضاءة، تجنبت هافاجا وابنتها استخدام دورة المياه ليلاً والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال طريق مظلم يؤدي إلى منطقة عامة.

وتعتبر هافاجا أن المصابيح الشمسية التي وفرتها مبادرة "ما بعد 2020" تساهم في تمكينها من التحرك بأمان بعد حلول الظلام بغية الوصول إلى الحمام وإكمال المهام الأساسية الأخرى بمزيد من السهولة. وأشارت هافاجا إلى أنها أصبحت تمارس نشاطها بفعالية أكبر، كإعداد الطعام لعائلتها بأمان والقيام بالأعمال المنزلية الأخرى في ظل توفر مصابيح الإضاءة.

وقال هيرفي جوييه رئيس منظمة "كهربائيون بلا حدود": "إن توفير حلول الإضاءة المستدامة للسكان النازحين هو أمر ضروري لمساعدتهم بشكل فوري على تحسين ظروفهم المعيشية وضمان سلامتهم داخل المخيمات، وكذلك لمساعدتهم على المدى الطويل على التعافي وإعادة بناء حياتهم".
وأشار جوييه إلى أن المستفيدون من هذه المبادرة أكدوا على ضرورة توفير مصادر إنارة آمنة ومستدامة من أجل الحصول على وقت أطول لممارسة الأنشطة الليلية، وتناول العشاء مع العائلة وإعادة بناء الروابط الاجتماعية، وجميعها أمور ضرورية للاجئين لاستعادة حياتهم وبناء مستقبلهم.

وقد قامت المبادرة حتى الآن بتوزيع تقنيات وحلول مستدامة في ثمانية دول في إطار المرحلة الأولى، وتراوحت الحلول المقدمة بين قطاعات الطاقة والصحة والمياه والغذاء، وشملت دول نيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن ومصر وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا. وبالإضافة إلى بنغلاديش، ستستهدف المبادرة 11 دولة أخرى خلال المرحلة الثانية.

وتهدف مبادرة "ما بعد 2020" إلى إحداث تأثير ملموس "يتجاوز الحدود" و"الإمكانات المتاحة" و"يطال الأجيال القادمة" وذلك من خلال توفير حلول تقنية نوعية لشرائح واسعة من الناس حول العالم ما يساعد على تحسين الظروف المعيشية ضمن المجتمعات وضمان تحقيق تنمية مستدامة تشمل الجميع.
وتجمع هذه المبادرة تحت مظلتها عدداً من الجهات المحلية والدولية تشمل سوق أبوظبي العالمي، وصندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، ووزارة التسامح والتعايش في الإمارات، وشركة "مصدر"، وبنك "بي إن بي باريبا".