احتفت جائزة زايد للاستدامة هذا الشتاء بقصة نجاح أخرى وهذه المرة مع مدرسة "أير باتالا". وكانت المدرسة قد فازت بجائزة زايد للاستدامة ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية لعام 2020 عن منطقة الأمريكيتين، وذلك عن مشروعها المقترح والملهم لإنشاء مشتل زراعي مغلق يعتمد على استخدام مياه البحار لزراعة المحاصيل وتوفير الغذاء بطريقة مستدامة للمجتمع مع الحفاظ على موارده المائية الثمينة.
والآن وبعد مرور عامين، نجحت المدرسة في إنشاء مشتلين زراعيين مغلقين يستخدمان مياه البحر ضمن المجتمع المحلي في أوريبيا بكولومبيا، ليعود بالنفع على 3,300 الطلبة والسكان.
وعلى الرغم من التأخير الناجم عن تأثير جائحة كوفيد-19، التي أعاقت تقدم المشروع وتنفيذه ضمن الموعد المحدد، إلا أنه قد تم افتتاح المشروع رسميًا هذا العام، وكلا المشتلين الزراعيين يعملان الآن بكامل طاقتهما.
وتقع أوريبيا في منطقة شبه صحراوية بكولومبيا، حيث تواجه تحديات مائية وغذائية تؤثر على المجتمع بأسره. ويحول نظام إنتاج الغذاء الذي صممته مدرسة "أير باتالا" مياه البحر إلى مياه عذبة من خلال عملية التبخير والتكثيف، مما ينتج ما يكفي من المياه لزراعة المحاصيل الغذائية ضمن المشتل الزراعي المغلق. وإضافةً إلى استدامته، يتم تشغيل نظام توليد المياه بالكامل بواسطة ألواح الطاقة الشمسية.
تساعد البيوت الزجاجية البحرية مدرسة "أير باتالا" والسكان الأصليين في منطقة أوريبيا على تلبية احتياجاتهم الغذائية بشكل مستدام من خلال زراعة الفاصوليا والخيار والطماطم وفلفل الآجي والبطيخ.
ويأتي نجاح المشروع تكليلاً لجهود طلبة المدرسة وجهودهم الجادة تحت قيادة الطالبة نايلينغ جيوفانيتي.
وبالإضافة إلى النجاح في إنشاء المشتلين، ساعد الطلاب في تنظيم العديد من الأنشطة للمجتمع المحلي. فقد قاموا بتدريب أكثر من 20 امرأة محلية على تقنيات الزراعة والتنسيق مع مؤسسة محلية لتقديم النظارات لهن لتحسين ظروفهن المعيشية، كما قاموا بإنشاء مكتبة صغيرة ومنطقة مجتمعية بالقرب من المشتل الزراعي، وقدموا المشروع إلى العديد من المسؤولين الحكوميين رفيعي المستوى في كولومبيا بهدف تكرار هذه التجربة في جميع أنحاء البلاد بهدف إحداث تأثير أكبر.
فقد عقد طلاب مدرسة "أير باتالا" اجتماعات وقدموا عروضاً لرئيس بلدية أوريبيا، ووزير العلوم والتكنولوجيا، ووزير البيئة، والسفير الكولومبي في ألمانيا، وفخامة رئيس كولومبيا إيفان دوكي ماركيز.
لقد كانت تجربة نوعية بالنسبة لطلاب مدرسة "أير باتالا" والمجتمع ككل. وقد ساهمت جائزة زايد للاستدامة في تمكين الطلاب من تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس. كما اكتسب الطلاب خلال تجربتهم هذه مهارات تقنية ومهارات القرن الحادي والعشرين الخاصة بإدارة المشاريع والقيادة والتعاون. ومنحتهم هذه التجربة أيضًا فرصة ليكتشفوا وبشكل عملي كيف يمكن للشغف بالاستدامة، إلى جانب العزم والمثابرة، أن يحدث تأثيرًا إيجابيًا حقيقيًا في العالم.
تجسد قصة النجاح هذه مثالاً جديداً على دور جائزة زايد للاستدامة ومساهمتها في تحسين جودة الحياة، وتمكين الشباب، وبناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.