وأقيم حفل تركيب الألواح الشمسية في مدرسة الشيخ خليفة بن زايد بنجلاديش الإسلامية، التي تتخذ من العاصمة أبوظبي مقراً لها، بحضور كل من معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، مدير عام جائزة زايد لطاقة المستقبل والرئيس التنفيذي لمصدر؛ وسعادة رزان المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة- أبوظبي.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر: "كان الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يؤمن بأن القيمة الحقيقية لأية دولة متقدمة تكمن في شعبها المتعلم. ومن هذا المنطلق، حرصت القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة على أن تجسد جائزة زايد لطاقة المستقبل ذلك الإرث العريق وأن تركز على توعية الأجيال القادمة وتساهم في إعداد قادة المستقبل في مجال الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة من خلال فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية".
وأضاف: "لدينا قناعة راسخة بأن التعليم والبحث والتطوير يعد المحرك الأساسي الداعم للابتكار في مجال الطاقة المتجددة. لذا، فإننا نثمّن جهود ’مدرسة الشيخ خليفة بن زايد بنجلاديش الإسلامية‘ لنجاحها في إتمام المرحلة الأولى من مشروعها الفائز. ومما لا شك فيه أن تركيب نظام الألواح الشمسية يعد علامة بارزة في تاريخ المدرسة، ويوفر مصدر إلهام للمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها".
وتابع: "كما أود أن أثني على التقدم الكبير الذي حققته هيئة البيئة-أبوظبي ومجلس أبوظبي للتعليم في مبادرة المدارس المستدامة التي ساهمت بصورة كبيرة في تشجيع المدارس في أبوظبي على اعتماد ممارسات خضراء تساعد في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وقد ساعدت هذه المبادرة المدارس على قياس بصمتها الكربونية على البيئة وأرشدتها إلى كيفية الحد منها، كما أحدثت تغييراً ملموساً في سلوك طلابها ومعلميها والمجتمع بشكل عام".
وتُمنح الجائزة العالمية للمدارس الثانوية لخمس مدارس من خمس مناطق جغرافية تشمل الأمريكتين، وأوروبا، وأفريقيا، وآسيا وأوقيانوسيا، حيث تنال كل من المدارس الفائزة جائزة نقدية تصل قيمتها إلى 100 ألف دولار أمريكي.
وتعد مدرسة الشيخ خليفة بن زايد بنجلاديش الإسلامية أول فائز بجائزة زايد لطاقة المستقبل من دولة الإمارات العربية المتحدة وأول مدرسة تنال الجائزة العالمية للمدارس الثانوية عن منطقة آسيا وذلك عن مشروعها الذي يطمح أن تصبح مدرسة حيادية من حيث انبعاثات الكربون وذلك من خلال تركيب أنظمة تبريد عالية الكفاءة، وأنظمة ذكية للألواح كهروضوئية وبطاريات شمسية. ويتضمن المشروع أيضاً تلطيف الأجواء في مختلف أرجاء المدرسة من خلال تطبيق أساليب البناء العربية التقليدية.
وقد طبقت المدرسة فعلياً حتى اليوم العديد من التدابير التي تتماشى مع مبادئ ومعايير الاستدامة، بما في ذلك تركيب مصابيح موفرة للطاقة، ما ساعدها على تقليل معدل استهلاكها للطاقة بنسبة 15% وتوجت هذه الجهود بحصولها على جائزة من "مبادرة المدراس المستدامة" في دولة الإمارات.
من جانبه، قال مير أنيس الحسن، مدير مدرسة الشيخ خليفة بن زايد بنجلاديش الإسلامية: "نظرًا لكون هذه المدرسة قد تأسست في دولة الإمارات العربية المتحدة، بلد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ستبقى محبته خالدة في قلوبنا، فإن فوزنا بالجائزة العالمية للمدارس الثانوية يعد شرفًا عظيماً ومصدر فخر لنا. ونحن على ثقة بأن هذه الجائزة ستسهم من خلال رسالتها المهمة في إلهام وتحفيز طلاب المدارس في مختلف أنحاء العالم على المساهمة في تحقيق أثر ملموس على البيئة".
وتعكس فئة "الجائزة العالمية للمدارس الثانوية"، التي تم إطلاقها في عام 2012، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بمبادرة "الطاقة المستدامة للجميع" التي أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة بهدف زيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة وتسهيل الحصول عليها في مختلف أنحاء العالم بحلول عام 2030.
ويتم منح جائزة زايد لطاقة المستقبل، أرفع جائزة عالمية لتشجيع الابتكار في قطاع الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة والبالغة قيمتها 4 ملايين دولار، سنوياً للأفراد والشركات والمنظمات والمدارس التي قدمت مساهمات قيّمة وذات أثر ملموس في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة وتغير المناخ. وكرمت الجائزة على مدى السنوات الخمس الماضية 21 مبتكراً وساهمت في تحقيق أثر إيجابي على المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن آخر موعد لتقديم الطلبات لدورة هذا العام من "جائزة زايد لطاقة المستقبل" هو 5 أغسطس. وسيتم إعلان أسماء الفائزين في الدورة السادسة من جائزة زايد لطاقة المستقبل خلال حفل توزيع الجوائز المقرر إقامته يوم 20 يناير 2014 في العاصمة أبوظبي ضمن إطار "أسبوع أبوظبي للاستدامة".