وشارك في التكريم فخامة محمد ولد عبدالعزيز - رئيس جمهورية موريتانيا، وصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن لعامِ 2018 أهمية خاصة بالنسبة إلى دولة الإمارات التي تحتفي فيه بعام زايد إحياءً للذكرى العطرة للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي جسد في مسيرته المباركة أسمى معاني الحكمة والقيادة والعطاء.. مشدداً سموه على أن الرؤية الحكيمة للشيخ زايد في التنمية المستدامة وصون البيئة ستبقى نبراساً نهتدي به ونحن نمضي في مسيرتنا لبناء الوطن والارتقاء به عالياً، وستظل مصدر إلهام يحفّزُ على إطلاق مبادرات تهدف إلى ترسيخ دعائم الاستدامة حول العالم.
وأوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لا تزال تنهل من إرث القائد المؤسس عبر إطلاق برامج ومبادرات تستلهم فِكره ورسالته، ومنها جائزة زايد لطاقة المستقبل، التي تأسست لترسيخ نهجه وتكريم أصحاب الجهود المتميزة الذين يحدثون أثراً إيجابياً ملموساً في مجتمعاتهم.
وأعرب سموه عن سعادته بما حققته الجائزة من أثر واسع وبالغ الأهمية على امتداد العالم خلال العقد الماضي، حيث أسهمت في دعم تطوير التكنولوجيا المبتكرة والنظيفة، وفي تعزيز سبل الاستفادة من الطاقة وتحسين ظروف الحياة للكثيرين، وفي المحافظة على البيئة، وتحقيق التنمية المستدامة.
وقام سموه بتسليم الجائزة للفائزين التسعة في الفئات التالية: "أفضل إنجاز شخصي للأفراد"، و"الشركات الكبيرة"، و"الشركات الصغيرة والمتوسطة"، و"المنظمات غير الربحية"، و"الجائزة العالمية للمدارس الثانوية". وقد تم منح الجائزة للمدارس الفائزة على رؤيتها وجهودها المتميزة في تطوير مشاريع طاقة متجددة خاصة بها، فيما نال باقي الفائزين الجائزة لدورهم البارز في دعم الاستدامة.
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الفائزين مشيدا بدورهم الفاعل في احداهث التغيير للأفضل في حياة المجتمعات والمساهمة بشكل إيجابي في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وحثهم على مواصلة بذل المزيد من الجهود والتجارب والعمل للوصول الى نتائج افضل تخدم البشرية جميعا.
وفاز البروفسيور شوجي ناكامورا، أستاذ في مجال المواد والنظم الكهربائية وهندسة الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا، بالجائزة عن فئة "أفضل إنجاز شخصي للأفراد"، وذلك لتحقيق خطوة رائدة بتطوير مصابيح "ليد" بيضاء الموفرة للطاقة ستساهم في خفض استهلاك الكهرباء بالولايات المتحدة بنحو 348 تيراوط ساعي بحلول العام 2027، وبالتالي توفير أكثر من 30 مليار دولار أمريكي. وقد ساهمت مصابيح "ليد" الموفرة للطاقة في تفادي انبعاث 880 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون في القارة الأفريقية وحدها، فضلاً عن مساهمتها في توفير الطاقة للملايين من البشر. وقد ساهمت الجهود البحثية للبروفيسور ناكامورا في مجال أشعة الليزر الزرقاء ومصابيح "ليد" بدور محوري في صناعة أقراص "بلو راي" وتحقيق إنجازات على نطاق واسع في صناعة أجهزة التلفاز والهواتف المحمولة وشاشات عرض الأفلام.
وفازت شركة "جوجل" بالجائزة عن فئة "الشركات الكبيرة"، وذلك لدورها الريادي في اعتماد الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات الكربونية. وتحظى "جوجل" بخبرات عميقة في مجالي تحليل البيانات والابتكار الرقمي، حيث تمكّنت شركة "نست" التابعة لها من تطوير جهاز "سمارت" لتنظيم الحرارة الرائد على مستوى العالم، فضلاً عن قدراتها في الاستفادة من مفهوم "تعليم الآلة" لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء.
أما جائزة فئة "الشركات الصغيرة والمتوسطة"، فكانت من نصيب شركة "سونا ديزاين" لإسهاماتها في مجال إضاءة الشوارع بمصابيح عاملة بالطاقة الشمسية، والتي كان لها دور في تحسين مستوى الأمن وجودة المعيشة وتوفير فرص اقتصادية واجتماعية في 130 قرية ومجمعات للاجئين بمناطق نائية بالدول النامية.
ونالت شركة "سيلكو فاونديشن" الجائزة عن فئة "المنظمات غير الربحية" لجهودها في منح قروض صغيرة للمساعدة في توفير الطاقة للمجتمعات الفقيرة، وتوفير برامج تعليمية تهدف إلى زيادة الوعي بفوائد الاستدامة والطاقة المتجددة.
أما "الجائزة العالمية للمدارس الثانوية"، التي تم إطلاقها في عام 2012 بهدف تحفيز جيل المستقبل من الروّاد في مجال الطاقة وتعزيز الالتزام المستمر بالاستدامة، فقد فازت بها مدارس تمثل خمسة قارات مختلفة، ولذلك لجهودها الاستثنائية الرامية إلى تعزيز الاستدامة والاعتماد على الطاقة المتجددة ضمن مجتمعاتها المحلية.
وتضم المدارس الفائزة كلاً من: مدرسة "عودة السعدية" الثانوية من قارة أفريقيا؛ ومدرسة "سنترو إيديوكاتيفو موباراكايو" من الأمريكتين؛ ومدرسة "بيان البحرين" من آسيا؛ ومدرسة "فلاديمير نازور" من أوروبا؛ ومدرسة "موتوفوا" الثانوية من أوقيانوسيا.
وساهمت المدارس الفائزة بالجائزة في توفير الدعم لمشروعات الشباب في مجال الاستدامة، والتي وفّرت موارد طاقة متجددة بلغت 3 ملايين كيلوواط/ الساعة، وساهمت في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بإجمالي قدره 2,372 طن.
يذكر أن مشروعات ومبادرات الفائزين في "جائزة زايد لطاقة المستقبل" قد أحدثت بمجملها تأثيراً إيجابياً في حياة 307 ملايين إنسان حول العالم منذ انطلاق الجائزة قبل عشرة أعوام. كما استفاد 8.5 مليون شخص من برامج التدريب التي وفّرتها الجائزة، في حين ساهمت الجائزة في توفير حلول الطاقة المتجددة لنحو 27.5 مليون نسمة.
وقال فخامة أولافور راغنار غريمسون، الرئيس السابق لجمهورية آيسلندا ورئيس لجنة تحكيم جائزة زايد لطاقة المستقبل: "لقد ساهمت جائزة زايد لطاقة المستقبل من خلال مشروعات ومبادرات الفائزين في تحقيق تحول إيجابي في حياة الكثيرين ضمن المجتمعات الأكثر فقراً، كما كان لها دور مهم في تعزيز الابتكار والتعليم وإرساء سياسات جديدة واعتماد أفضل الممارسات في مجال الاستدامة والطاقة المتجددة على مستوى العالم. ويمثل الحوار الإيجابي بين مختلف الأطراف العالمية الذي يجري تحت مظلة الجائزة خطوة أساسية إذا ما أردنا صياغة توافق عالمي بشأن اتخاذ إجراءات استباقية للحد من تبعات ظاهرة التغير المناخي واعتماد مصادر طاقة أكثر استدامةً".
وأضاف: "أتقدم بالشكر الجزيل إلى القيادة الحكيمة في دولة الإمارات على توجيهاتها ودعمها والتي كان لها دور أساسي في النجاح الكبير الذي حققته هذه الجائزة التي انطلقت مرتكزةً على رؤية المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
من جهته اعرب معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ومدير عام جائزة زايد لطاقة المستقبل عن شكره وامتنانه للقيادة الحكيمة على دعمها الكبير والمتواصل والذي كان له الدور الأساسي في تعزيز المكانة العالمية لجائزة زايد لطاقة المستقبل، والتي تجسد رؤية المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. منوها بان الدورة العاشرة من الجائزة هذا العام تكتسب خصوصية كبيرة كونها تقام في "عام زايد" الذي نحتفي فيه بالإرث الغني للشيخ زايد، رحمه الله، والذي حرصت الجائزة خلال السنوات العشرة الماضية على ترسيخه عبر دعم مشاريع الفائزين بالجائزة والتي ساهمت في إحداث أثر إيجابي في مجتمعاتهم وتعزيز انتشار الطاقة المتجددة واستفادة المجتمعات منها والحد من تداعيات تغير المناخ.
وأكد معاليه أن نجاح الجائزة خير برهان على أن جهود تعزيز التقدم نحو التنمية المستدامة لا يجب أن تقتصر على الحكومات والمؤسسات واستثماراتها في مجال الابتكار، بل إنه يتطلب أيضاً تحفيز الإبداع والعمل المشترك ضمن المجتمعات المحلية.
وتوجّه معاليه بالتهنئة إلى الفائزين بالجائزة لهذا العام، وأعرب عن تقديره لدورهم المتميز وما يمثلونه من قدوة ونموذجاً يحتذى للمبتكرين في مجال الاستدامة.
وفي إطار الاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق جائزة زايد لطاقة المستقبل، شهد حفل توزيع الجوائز حضور الفائزين والمكرمين والجهات والشخصيات التي وصلت إلى القائمة النهائية في الدورات الماضية للجائزة.