من خلال الأسئلة التالية، يشارك المرشحون النهائيون عن فئة المياه لعام 2020 ، إلى جانب الدكتور هان سونغ سو نائب رئيس لجنة تحكيم الجائزة، آراءهم المتخصصة حول الحلول المهمة التي تعالج تحديات المياه المعقدة - مع التركيز على الآثار الإنسانية والأخلاقية للتقنيات الجديدة.
1. في حين أن الحلول المنتشرة لمعالجة شحّ المياه وجودتها يمكن أن تساعد في تمكين الأفراد والمجتمعات، فإلى أي مدى تأخذ مؤسستك بعين الاعتبار اتخاذ الخطوات اللازمة للانتقال من استخدام الأساليب التقليدية إلى التقنيات المتطورة أو تطوير البنية التحتية؟
أوليفر كننغهام ، المؤسس المشارك في مؤسسة "رانمارين تكنولوجي":
هذا اعتبار أخلاقي جاد بالنسبة لنا، خاصة أنه يتعلق بالأمان الوظيفي للعديد من العمال ذوي المهارات المحدودة. لقد قمنا بتصميم مركبات "ويست شارك" من أجل هدفين اثنين: الأول هو إكمال وتحسين الوظائف الحالية ، وليس استبدالها. والثاني هو تمكين الحكومة المحلية من توفير وظائف جديدة في المواقع التي لم يكن العمل فيها متاحاً للباحثين عن عمل من ذوي المهارات المحدودة أو ذوي الدخل المنخفض. وفيما يخص مركبات "ويست شارك" ذاتية القيادة فهي لا تتطلب الحصول على ترخيص خاص للعمل (ويبدو أنها آمنة للإنسان والحيوان على حد سواء) حتى يمكن نشرها في أي مكان في العالم. فمن خلال مركبات "ويست شارك" ، التي تسبح في المياه لجمع القمامة والحطام، يصبح جامعو القمامة هم مشغلو هذه المركبات بدلاً من مهامهم الأساسية، وتمكنهم هذه المركبات من زيادة إنتاجيتهم بشكل كبير (تستطيع مركبة مائية واحدة ذاتية القيادة جمع 500 كجم من النفايات البحرية خلال يوم عمل عادي). وتضمن هذه المركبات سهولة العمل وجعله أكثر متعة وأقل إرهاقاً، وهذا يؤدي إلى تخفيف توتر العمال وينعكس بشكل إيجابي على حياتهم الأسرية.
جون بورن ، نائب مدير التسويق في سيريس ايمجينغ:
يستخدم الحل الذي طورناه مستشعرات تصوير طيفي خاصة وتقنيات التحليل القائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسين استخدام المياه في الزراعة. ومن أجل تسهيل عملية الانتقال لتطبيق هذه التقنية نقوم بعقد شراكات مع الوكالات الحكومية المحلية، مثل مناطق الحفاظ على الموارد، والتي غالباً ما تدعم المزارعين متساعدهم في تحمّل الأعباء المادية الناتجة عن التحول نحو استخدام التقنية الجديدة. ويساهم هذا الدعم في التقليل من نسبة المخاطرة لدى المزارعين ويشجعهم على اعتماد هذه التقنيات بشكل أسرع. بالإضافة إلى ذلك، على عكس التقنيات الأخرى التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي فإن التقنية التي طورتها شركتنا تقدم قيمة مضافة، إذ أنها تحمل مجموعة جديدة تماماً من المعلومات المعرفية للخبراء الزراعيين، بدلاً من استبدال الأنظمة الحالية بأخرى أكثر كفاءة. يتمثل الحل في كونه أداة تساعد المزارعين على حل المشكلات بكل ثقة، بدلاً من أن تكون أداة بديلاً عن أي شخص يعمل في المزارع.
أوكي أيديزنجا الرئيس التنفيذي لمنظمة "اي آي دي اف آي":
إن أنظمة مضخات الضغط الهيدروليكية الجديدة التي قامت بتركيبها منظمة "اي آي دي اف آي" لتوفير مياه الشرب والاستخدام المنزلي وري المحاصيل ليست مجرد إجراء تقني، بل هي نهج كلي متكامل يشعر من خلاله المجتمع أو المزارعون بقدرتهم على السيطرة الكاملة على هذه التقنية. لذلك، يتم تمكينهم من تولي مسؤولية كسب قوتهم بأنفسهم. لقد كان سكان القرى قبل تركيب هذه المضخات ينقلون يومياً وبشكل يدوي ما يصل إلى 40 ليتراً من المياه إلى المناطق المرتفعة، وقد زاد هذا الرقم بمعدل عشرة أضعاف بعد اللجوء إلى المضخات الجديدة، التي أتاحت للمزارعين في الأراضي المرتفعة ري محاصيلهم كلما دعت الحاجة، بدلاً من الاعتماد فقط على هطول الأمطار ، مما يضاعف معدلات الإنتاج عند إدارة هذه المضخات بالشكل الصحيح.
2. ما هي بعض الآثار الإنسانية الرئيسية للحل المبتكر الذي طورته مؤسستكم على المدى الطويل؟
أوليفر كننغهام ، المؤسس المشارك في مؤسسة "رانمارين تكنولوجي":
تم تصميم الحل ليشكل إضافة حقيقية لها انعكاساتها الاجتماعية والبيئية، فضلاً عن جدواها التجارية. وتعتبر مركبات "ويست شارك" وسيلة منخفضة التكلفة تمكّن المجتمعات من الحفاظ على مياهها نظيفة. تساهم المياه التي تتم تنقيتها في تحسين صحة عموم أفراد المجتمع، وتقليل إجمالي التكاليف المرتبطة بالإجراءات التقليدية لهذه العملية. ويمكن إعادة استثمار أي أموال عامة يتم توفيرها للارتقاء بحياة المجتمع من خلال تسخيرها في مبادرات مجتمعية أخرى. كما أن وجود شواطئ وأنهار وأماكن عامة نظيفة، تساهم في رفع مستوى الرضا لدى الأفراد بشكل عام ، مما يؤدي إلى تعزيز احترام الذات وتحقيق تماسك اجتماعي أفضل. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتمتع المياه بمعايير صحية فإنه لذلك انعكاسات إيجابية على حياة النبات والحيوان، وتصبح الطبيعة أكثر مرونة وحيوية. ومن شأن هذه التطورات أن تجعل الناس يهتمون بدرجة أكبر بمراعاة المعايير البيئية، التي تعد الوسيلة الأفضل لضمان رفاه البشرية على المدى البعيد.
جون بورن ، نائب مدير التسويق في سيريس ايمجينغ:
تم تصميم هذا الحل لأهداف إنسانية في المقام الأول، حيث تتيح التقنية التي طورتها "سيريس ايمجينغ" الاستخدام الفعال للموارد وعلى وجه التحديد المياه والأسمدة والمواد الأخرى التي تدخل في عملية الزراعة. وتساهم التقنية بشكل مباشر في معالجة قضايا تغير المناخ لا سيما وأن الزراعة مسؤولة حالياً عن 25 في المائة تقريباً من جميع غازات الدفيئة في العالم، وتساعد تقنية "سيريس ايمجينغ" على الحد من العوامل المساهم في إطلاق الانبعاثات الكربونية. بالإضافة إلى ذلك، هناك فوائد ميسرة للمزارعين أنفسهم، لأن هذه التقنية تساعدهم في التعامل مع حالات الطقس غير المستقرة وتقلبات الأسواق وغيرها.
أوكي أيديزنجا الرئيس التنفيذي لمنظمة "اي آي دي اف آي":
يتيح هذا الحل فرصاً أكبر لتطوير المجتمعات التي تدعمها مؤسسات المياه، ويوفر لهم مهارات التواصل الصحيح مع الجهات المختلفة كالمنظمات غير الحكومية والسلطات الحكومية والوكالات الأخرى للحصول على مزيد من الدعم. بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة كمية المياه النظيفة يحسن الصحة والمرافق الصحية، الأمر الذي له انعكاسات إيجابية على حياة الأفراد. وفي المقابل، تؤدي زيادة إنتاجية المزارع والقرى إلى انخفاض معدلات الجوع والفقر ، مما يقلل من هجرة الشباب من المناطق المرتفة نحو المدن، وذلك بسبب زيادة عدد الفرص داخل المجتمعات المحلية نفسها. كما تولي الحكومات اهتمامًا أكبر بتكنولوجيا مضخات الضغط الهيدروليكية التي تعمل بالطاقة، مما ساهم في دمج التكنولوجيا في برامجها الخاصة وتوفير فرص تمويل أكبر للناس للاستفادة من مضخات الضغط.
ومن خلال دعوة منظمة "اي آي دي اف آي" لتشجيع روح المبادرة الاجتماعية والعمل كنموذج لمؤسسة اجتماعية ناجحة، فإنها تشجع على الاهتمام بشكل أكبر بهذا المجال ونأمل في أن يتم إنشاء مؤسسات اجتماعية مماثلة. حتى الآن، قام منظمتنا بتركيب مضخات في حوالي 530 قرية ومزرعة، واستفاد منها حوالي 265 ألف شخص.
3. تقع معظم مدن العالم سريعة النمو في بلدان منخفضة الدخل حيث أن لا تتوفر مرافق مناسبة ولا تملك السلطات الإمكانات اللازمة لكي تضع خططاً للتوسع الحضري ولا تمتلك القدرة للسيطرة عليه وانعكاسات ذلك على الطلب على المياه. كيف يمكن تخفيض استهلاك المياه وجعل الإمدادات أكثر موثوقية في ظروف كهذه؟
الدكتور هان سونغ سو ، نائب رئيس لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة:
لإدارة مشكلة المياه، يتعين على البلدان النامية ذات المدن الحضرية سريعة التوسع الاستفادة من تقنيات شبكة المياه الذكية والتقنيات المشتركة التي تمزج بين الإدارة التقليدية للمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. والهدف هو مواجهة نقص المياه من خلال التنفيذ العلمي للتحكم في الطلب والتوزيع الفعال في مجال إدارة الموارد المائية. لا سيما تحسين جودة المياه وتحسين البنية التحتية لشبكات المياه من خلال رصد كمية المياه وجودتها في نظام خطوط الأنابيب تحت الأرض بما في ذلك محطات معالجة المياه، وسوف يؤدي ذلك إلى تحسين فعالية معدل الشرب المباشر من الصنبور في نظام إمدادات المياه العام. يمكن زيادة الموثوقية بين الموردين والعملاء بشكل كبير من خلال تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولحسن الحظ، نعيش حالياً في عالم يمكن فيه بسهولة الحصول على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتى في البلدان النامية.