توفير رعاية صحية أفضل للجميع
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
27 نوفمبر 2019 مشاركة

يعتبر توفير الرعاية الصحية بتكاليف معقولة لـ 5.8 مليار شخص يعيشون في بلدان نامية حول العالم من التحديات الرئيسية التي تواجه العالم حالياً. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ثلاثة من كل أربعة أمراض مزمنة تنتشر بشكر أكبر في هذه البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط.
إن توفير البنية التحتية اللازمة لتوفير الرعاية الصحية المناسبة تعتبر مهمة صعبة تفوق حجم الإمكانات المتوفرة لدى الكثير من البلدان والحكومات. ورغم ذلك فإن المرشحين النهائيين عن فئة الصحة ضمن جائزة زايد للاستدامة لعام 2020 يبرهنون بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الربحية يمكنها أن تدعم هذه الجهود. وتركز الحلول والابتكارات التي تستثمرها فيها هذه المنظمات على دعم تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة. وفيما يتعلق بتوفير رعاية صحية بتكلفة معقولة، فإن الأهداف الأساسية هي 1 و2 و6 و7.
يقدم المرشحون النهائيون في فئة الصحة لعام 2020، إلى جانب جيريمي لورانس، عضو لجنة الاختيار لفئة الصحة بالجائزة، ضمن فقرة الأسئلة والأجوبة التالية آرائهم حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالتحديات وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.

1. وفقاً لتقرير "ديلويت" حول توقعات الرعاية الصحية العالمية لعام 2019، فقد ساعدت نماذج تقديم الرعاية الصحية الجديدة على تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية والقدرة على تحمل تكلفتها، ما يمثل خطوة متقدمة على طريق إحداث تأثير إيجابي في الحصول على نتائج أفضل في مجال الرعاية الصحية مستقبلاً. هل توافق؟ 
إذا كانت الإجابة نعم، يرجى تقديم لمحة عن دور مؤسستك في تحقيق ذلك. إذا كانت الإجابة لا، فهل هناك طريقة أخرى تعتقد أنها تساعد المجتمعات المحرومة في الحصول على رعاية صحية أفضل على المدى الطويل؟

هيلينا سامسيو، المدير التنفيذي لشركة "جلوبهي":
إنه جزء من الحل، لكننا ننسى في كثير من الأحيان أن ننطلق من نقطة البداية، وهذا يعني أننا ننسى الأساسيات المهمة مثل البيانات السكانية المحدثة. إذا ما اتخذنا قراراً استناداً إلى بيانات قديمة أو غير كاملة، فستكون جميع الإجراءات التالية خاطئة إلى حد ما. لقد واجهنا هذه المشكلة بشكل مباشر خلال تفشي وباء الكوليرا في ملاوي العام الماضي، حيث كان عدد الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة المصابة غير معروف بسبب البيانات القديمة، لذلك كان من الصعب معرفة ما نحتاجه من لقاح الكوليرا.
وقد تم بعد ذلك استخدام الحل الذي طورناه لتوفير خريطة محدّثة تضم أكثر من 50 ألف صورة تم التقطاها بطائرات بدون طيار للمنطقة، حيث يتم تحديد المنازل وحسابها تلقائياً باستخدام الذكاء الاصطناعي لتزويد اليونيسف ووزارة الصحة في ملاوي ببيانات سكانية محدثة ليتم الاستجابة بفعالية أكبر.

ليلى كرويكشانك، مديرة تطوير الأعمال في منظمة "ون فاميلي هيلث":
يعد الابتكار في مجال الرعاية الصحية ونماذج الأعمال أمراً ضرورياً للتغلب على العوائق الجغرافية والاقتصادية الاجتماعية وموارد القطاع العام المحدودة، فضلاً عن مساهمتها في تعزيز إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية والقدرة على تحمل تكاليفها وتحسين جودتها. ويعتبر الحل الذي طورناه أحد هذه الابتكارات، حيث قمنا بتطوير نموذج أعمال فريد يمنح امتيازات عمل ويقوم على الشراكة بين القطاعين العام والخاص، فضلاً عن دعمه بمنصة رقمية عالية الكفاءة. ومن خلال توفير شبكة تمنح امتيازات عمل للممرضات، فإننا نحفزهن على العمل والعيش في المناطق الريفية التي لا تكفيها المرافق الصحية القائمة، والحد من العوائق الجغرافية التي تحول دون وصول الرعاية الصحية والأدوية الأساسية.

آلان نتيف، مؤسس مشارك ومدير مؤسسة "جيفتد مام":
إنني أتفق مع تقرير "ديلويت" حول توقعات الرعاية الصحية العالمية لعام 2019 بأن النماذج الجديدة لتوفير الرعاية الصحية للمرضى قد ساعدت في تحسين فرص الحصول على الرعاية الصحية والقدرة على تحمل تكلفتها. وتعتبر الهواتف المحمولة، التي يستخدمها نحو 80% من سكان أفريقيا، إحدى القنوات التي تلعب دوراً كبيراً في إضفاء الطابع الديمقراطي على إمكانية الحصول على الرعاية الصحية. ونحن في مؤسسة "جيفتد مام" قد تمكنا من توفير خدمة التثقيف الصحي التي تساعد في إنقاذ الأرواح، وتمكين النساء الحوامل والأمهات الجدد من الوصول إلى الطبيب باستخدام الرسائل النصية القصيرة والرسائل الصوتية وبيانات الخدمة التكميلية غير المهيكلة (USSD) التي يمكن أن تصل حتى الأمهات في المناطق النائية جداً. وقد أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في عدد النساء الحوامل اللواتي أجرين ما لا يقل عن 4 زيارات طبية قبل الولادة وعدد الأطفال الذين تم منحهم لقاحات كاملة. ومع تزايد معدل استخدام الهواتف الذكية بأكثر من 30٪ سنوياً، سيكون بإمكاننا في الأعوام القادمة تشخيص الأمراض وتقديم الاستشارات بشأن الأدوية ووصفها عبر الهاتف. وهذا يقلل من الحاجة للاستثمار في إنشاء مراكز صحية، وبالتالي المساهمة في خفض تكلفة الرعاية الصحية.

2. لأول مرة في التاريخ، توصلت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2019 إلى اتفاق شامل حول الصحة العالمية، ويهدف إلى توفير تغطية صحية شاملة للجميع بحلول عام 2030. وهذا يعني حصول جميع الأشخاص، بغض النظر عن قدرتهم على الدفع، على الرعاية الصحية التي يحتاجونها في أي مكان وزمان دون مواجهة مصاعب مالية.
برأيك، كيف يمكننا ضمان تحقيق هذا الهدف المتمثل في توفير تغطية صحية شاملة في كافة أنحاء العالم؟

هيلينا سامسيو، المدير التنفيذي لشركة "جلوبهي":
يمثل الحصول على بيانات عالية الجودة أمراً أساسياً، فإذا لم يكن لدينا بيانات سكانية سيتعذر علينا معرفة ما إذا كان يتم توفير رعاية صحية لهم أم لا. كانت هناك أنباء قبل بضع سنوات تشير إلى ارتفاع مستويات الملاريا في رواندا، وذلك على الرغم اتباع طرق فعالة لمكافحتها. لكن اتضح أن مستويات الملاريا لم تكن على الأرجح في ارتفاع، ولكن كانت هناك طرق أكثر فعالية لتتبع البيانات، فزادت نسبة تسجيل الأشخاص المصابين بالملاريا. وإلى جانب جودة البيانات، تكتسب الوقاية أهمية كبيرة أيضاً. وعلى الأرجح، سيكون من المستحيل توفير تغطية صحية شاملة للجميع ما لم يتم التركيز بشكل أكبر على مسألة الوقاية. وإننا نقوم من خلال الحل الذي نقدمه بتحديد مواقع تكاثر ناموسيات الملاريا بمساعدة طائرات بدون طيار، مما يتيح إجراء عمليات رش المبيدات بدقة أكبر عند الحاجة، والتخطيط بشكل أكثر فعالية للوقاية من الملاريا.

ليلى كرويكشانك، مديرة تطوير الأعمال في منظمة "ون فاميلي هيلث":
يعتبر الابتكار في مجال الخدمات وتمويل الرعاية الصحية أمراً بالغ الأهمية لتخفيض تكاليف الرعاية الصحية من أجل تحقيق الأهداف الأساسية والطموحة المتمثلة في توفير تغطية صحية شاملة. وقد قامت حكومة رواندا بجهود رائدة من حيث إنشاء نظام تأمين صحي وطني بأقساط متدرجة، يجعل الرعاية الصحية متاحة للفئات الأفقر في رواندا. ويعمل النموذج الذي توفره "ون فاميلي هيلث" بالشراكة مع حكومة رواندا على الاستفادة من نماذج القطاع الخاص وتحفيز رأس المال الخاص على المساهمة في خفض التكلفة اللازمة لتوفير رعاية صحية جيدة، مما يمكّن منظمة "ون فاميلي هيلث" وحكومة رواندا من تعزيز فرص الحصول على الرعاية الصحية بأسعار معقولة وبتكلفة أقل.

آلان نتيف، مؤسس مشارك ومدير مؤسسة "جيفتد مام":
من الممكن تحقيق التغطية الصحية الشاملة خلال السنوات العشر القادمة. وسيكون الاعتماد على تقنيات جديدة مثل تقنيات سلاسل الكتلة هو المحرك الرئيسي لتحقيق هذا الهدف، حيث من شأنها توفير طرق سريعة وشفافة لتحريك الأموال من موقع إلى آخر. وتوفر بعض الحكومات الأفريقية مثل الكاميرون حالياً برنامجاً جديداً قائماً على النتائج، حيث يتم منح مكافآت للمراكز الصحية التي تقدم خدمات جيدة. ويتمثل التحدي في دورة السداد الطويلة (المبالغ النقدية التي تقدمها الحكومة لهذه المراكز)، وهي مسألة شكلت عائقاً كبيراً في وجه هذه المبادرة. وإذا كنا نعتمد على الخدمات اللوجستية اليدوية لتسديد مستحقات المراكز الصحية التي تقدم خدماتها للسكان مجاناً، فإن دورات الدفع الطويلة و"التسربات" المحتملة أثناء حركة الأموال، سوف تأثر على جودة الخدمات الصحية وعلى تحقيق رؤيتنا لتوفير التغطية الصحية الشاملة. وتعمل مؤسسة "جيفتد مام" على تجريب تقنية سلاسل الكتلة لتمويل خدمات الرعاية ما قبل الولادة والفحوص الطبية للنساء الحوامل اللاتي لا يستطعن تحمل تكاليف الرعاية في المناطق الريفية. وإن تطبيق ذلك على نطاق أوسع يجعل تحقيق التغطية الصحية الشاملة أمراً ممكناً.


3. يتوقع عملاء الرعاية الصحية اليوم الحصول على حلول أفضل من حيث التنسيق والملاءمة والتخصص والوصول إليها. برأيك، هل ساهمت التقنيات الجديدة ونماذج الدفع المجددة والمنافسين غير التقليديين في الحصول على رعاية صحية أفضل؟ إذا كانت الإجابة لا، فما الذي لا يزال ينقصنا؟ يرجى توضيح رأيك.

جيريمي لورانس، محرر الصحة السابق في صحيفة "ذا اندبدنت"، عضو لجنة الاختيار لفئة الصحة:
تتشابه معظم الابتكارات في مجال الصحة من حيث المراحل التي تمر بها. ففي البدء يُنظر إليها كابتكارات نوعية فنشهد تزايداً في معدلات استخدامها. وعندما تظهر المشاكل تنخفض معدلات الاستخدام. وفي النهاية يقر الناس بأنها خطوة للأمام لكن يشوبها بعض العيوب، وهنا يحدث استقرار في معدلات الاستخدام.
لطالما كان تأثير الابتكار التكنولوجي يتجسد في التقدم خطوتين إلى الأمام مقابل خطوة إلى الوراء. يجب أن نكون إيجابيين بدرجة كافية لتبني أساليب جديدة، مع الحفاظ على مستوى كاف من الشك لاكتشاف المشكلات عند نشوئها. على سبيل المثال، يجسد التطبيق الذي يسمح لك باستشارة الطبيب عن بُعد عبر هاتفك المحمول تطوراً كبيراً من حيث الراحة وسهولة الوصول. ولكن هل يؤثر ذلك على جودة التشاور والفحص؟ إذا كانت الإجابة نعم - وهذا يبدو مرجحاً - فيجب علينا أن نسأل ما إذا كان الربح في الراحة يفوق الخسارة في الجودة. التكنولوجيا في تطور متواصل، لكن الأسئلة تبقى هي ذاتها.