تسليط الضوء على سبل توفير الطاقة النظيفة
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
27 نوفمبر 2019 مشاركة

 يتطلب إحداث تأثير ملموس في مواجهة تداعيات التغير المناخي معالجة المشكلات المتعلقة باستهلاك الطاقة وإمداداتها. وتعد الطاقة المتجددة أمراً مهماً لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وفي ظل التطور التكنولوجي الحاصل وانخفاض التكاليف، سيزداد الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة.

بحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، سوف يصل إجمالي القدرة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة في العالم (باستثناء مشاريع الطاقة المائية الكبيرة) في أواخر عام 2019 إلى أكثر من 1650 جيجاواط. وتساهم الطاقة المتجددة بنسبة 26.3 في المائة من إنتاج الكهرباء في جميع أنحاء العالم، والتي ستتضاعف بمقدار أربعة مرات في غضون 10 سنوات فقط.

في أواخر عام 2019، تم استثمار ما يقرب من 272 مليار دولار أمريكي في الطاقة المتجددة، وهو ما يتجاوز استثمارات الطاقة التقليدية بشكل كبير. ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة،. ويمثل الفائزون بجائزة زايد لاستدامة عام 2020 عن (فئة الطاقة) نماذج تحتذى للشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الحكومية التي تدعم هذه المجالات لأنها تساهم في مواصلة الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي أقرتها الأمم المتحدة، وخاصة الأهداف 1 و7 و8 و9 و11 و13 و17.

استطلعنا آراء اثنين من المرشحين النهائيين عن فئة الطاقة، بالإضافة إلى الدكتور أندرياس جاكوبس، عضو لجنة تحكيم الجائزة، حول بعض القضايا الرئيسية التي تؤثر على قطاع الطاقة، والدور الذي تلعبه التقنيات الجديدة ذات التكلفة المعقولة في رسم مستقبل هذا القطاع.

1.  خلال العقد الماضي، أصبحت تكاليف إنتاج الطاقة المتجددة في العديد من الدول تعادل تكاليف إنتاج الطاقة التقليدية وتوازيها من حيث مستوى الأداء والجودة، وعلى الرغم من ذلك فإن اعتماد مصادر الطاقة المتجددة بشكل كامل على مستوى الدول كان أبطأ مما كان متوقعاً ، لا سيما بين البلدان الأقل تقدماً - وما زال الحصول على الكهرباء من مصادر موثوقة يشكل تحدياً لملايين البشر... في رأيك، ما هي بعض التقنيات والحلول الناشئة التي من شأنها زيادة إمكانية توفير الطاقة للجميع وتجاوز العقبات المتعلقة بالتكلفة (مع الحد من حاجة الحكومات إلى شراء الطاقة)؟

أندرياس سبييس ، الرئيس التنفيذي لشركة سولار كيوسك:
يعد الاعتماد على الطاقة الشمسية الوسيلة الأمثل لتزويد المجتمعات الريفية الواقعة خارج نطاق الشبكة بالكهرباء، وذلك لأن حلول الطاقة الشمسية يمكن تصميمها بأحجام مجدية من الناحية الاقتصادية، ووفقاً لاحتياجات وقدرة المجتمع المعني. من الممكن أن تتجسد أنظمة الطاقة الشمسية في مصابيح ونظم طاقة شمسية منزلية أو شبكات مصغرة، كما هي الحال في " بوابة توصيل الطاقة الشمسية" التي توفرها شركة "سولار كيوسك" كشبكة مصغرة تستخدم كل ما يلزم من الأجهزة المنتجة لتفعيل النشاط الاقتصادي داخل المجتمع.

لا تحتاج بوابة توصيل الطاقة التي توفرها شركة "سولار كيوسك" إلى موافقة من الحكومة لأنها عبارة عن عملية تبادل تجاري حيث أن الطاقة هي جزء من حزمة الخدمات التي تأتي جنباً إلى جنب مع أدوات الاتصال والتسويق ومعدات الأجهزة اللازمة لرواد الأعمال المحليين لتعزيز أعمالهم.

هيرفيه غوييت ، رئيس منظمة "كهربائيون بلا حدود":
نعتقد في "منظمة "كهربائيون بلا حدود" أن تطوير حلول لا مركزية لتوليد الطاقة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة وتعزيز إمكانية الوصول إليها يمثل فرصة حقيقية لتزويد نحو مليار شخص لا يزالون يعيشون بدون كهرباء بمصدر آمن ومستدام للطاقة ويتلاءم مع مواردهم المحلية. وإننا نعلم أيضاً أن تحقيق الهدف 7 من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 يستدعي بذل جهود للوصول إلى الغالبية العظمى من هؤلاء المليار شخص الذين يعتبرون من أفقر المجتمعات ويعيشون في أكثر المناطق الريفية عزلة. يجب أن نعالج مسألة الخدمات العامة التي كثيراً ما نتجاهلها، مثل توفير الطاقة للمراكز الصحية والمدارس والإضاءة العامة. فهذه الخدمات تتوفر بشكل متساوٍ، بغض النظر عن موارد الشخص أو قدرته على الدفع. نحن نؤمن بالحلول التي تغطي الاحتياجات الفردية والتجارية، ولكنها تشمل أيضاً توفير الكهرباء الخدمات الجماعية ذات الأولوية في المجتمع، وذلك من أجل تحقيق تنمية طويلة الأجل. ونحن كمنظمة قد ساهمنا بالفعل بالتأثير في حياة مئات الآلاف من الناس من خلال تزويدهم بالطاقة اللازمة من أجل الخدمات الصحية والتعليم فضلاً عن القيام بأعمال تساعدهم في تحقيق مردود مادي.

خوان فيرمين رودريغيز ، مؤسس "كينغو انرجي":
لا يزال 17٪ من سكان العالم يفتقرون إلى الكهرباء. لقد تم إهمال هؤلاء الأفراد البالغ عددهم أكثر من 900 مليون شخص إلى حد كبير من قبل قطاع الطاقة الحديثة بسبب تفاقم عدم الكفاءة، وارتفاع تكاليف التوسع وانخفاض عائد الاستثمار. وعلى الرغم من أن هذه الفئة تعتبر الأكثر احتياجا إلى الطاقة، فقد فشلت كل من الأسواق والحكومات في تزويدهم بالكهرباء، مما جعلهم يلجؤون إلى دفع ثمن مصادر طاقة أخرى أكثر تكلفة وأقل نظافة، كالشموع ومصابيح الكيروسين ومولدات الديزل. وتعد أنظمة الطاقة الشمسية هي الحل لهذه الأسواق، ومن خلال الجمع بين التقنيات الحالية واستراتيجية تجارية مبتكرة، تمكنت "كينغو انرجي" من تطوير حل أثبت كفاءته من حيث القدرة على توفير الكهرباء للمناطق النائية وتحسين الظروف المعيشية فيها.


2. في ظل توفر حلول توفير الطاقة بسهولة أكبر في جميع أنحاء العالم، كيف ترى تأثير ذلك على حياة البشر؟ يرجى توضيح وجهة نظرك في إطار أهداف التنمية المستدامة.

 هيرفيه غوييت ، رئيس منظمة "كهربائيون بلا حدود":
تعد مكافحة الفقر من خلال توفير إمدادات الكهرباء بشكل مستدام أمراً ضرورياً من أجل تحقيق التنمية البشرية والاقتصادية للفئات الأكثر فقراً. وتعمل منظمة "كهربائيون بلا حدود" منذ عقود على تزويد المجتمعات المحرومة والمعزولة بإمدادات كهرباء مستدامة وفعالة بتكلفة ميسّرة وبشروط تراعي البيئة، وبالتالي الحد من استخدام هذه المجتمعات للشموع أو مصابيح الكيروسين، وهي مصادر للطاقة غالية الثمن ومضرة بالصحة والبيئة على حد سواء.

وتعمل المنظمة على تحقيق العديد من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من خلال جعل الوصول إلى الطاقة وسيلة للتنمية. ومن ضمن أهداف التمية المستدامة التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها الهدف رقم 7 والمتمثل بـ "ضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة"، بالإضافة إلى الهدف رقم 13 وهو: "اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة تغير المناخ وآثاره"، التي نعالجها من خلال حلول الطاقة الشمسية. وأخيراً الهدف رقم 8 وهو "تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع"، ويتم تجسيد هذا الهدف من خلال أنشطة التدريب التي تشكل صميم عملنا. ويشمل ذلك نقل المهارات الفنية والعملية المطلوبة وكذلك توفير فرص وظيفية للعمالة المحلية كتأهيل الأفراد ليصبحوا فنيي كهرباء من المستوى الأول.

أندرياس سبييس ، الرئيس التنفيذي لشركة سولار كيوسك:
من شأن مبادرة "الطاقة للجميع" أن تحدث تأثيراً إيجابياً في حياة البشر ومعيشتهم من نواح كثيرة: إن الطاقة المتجددة التي توفرها "سولار كيوسك" هي طاقة نظيفة وميسورة التكلفة وهو ما يعكس الهدف رقم 7 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، كما أنها تحد من الفقر على اعتبار أن الطاقة المستدامة ذات التكلفة المعقولة توفر أموال الأسر وتزيد من إنتاج الشركات وهو ما يعكس الهدف رقم 1 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. ويساهم هذا الحل أيضاً في تطوير الصناعة والابتكار والبنية التحتية، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات حيث تنشط "سولار كيوسك"، وتنسجم هذه الخطوة أيضاً مع الهدف رقم 9 من أهداف التنمية المستدامة. وسيكون لهذا الحل أيضاً، إذا تم استخدامه بشكل فعّال، تأثير كبير على ظروف العمل اللائق والنمو الاقتصادي سواء جزئياً أو كلياً وهو ما يعكس الهدف رقم 7 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. كما أنه يعزز المساواة بين الجنسين ، حيث تستخدم النساء الطاقة المتجددة للحصول على دخل مستقل (الهدف رقم 5). ويساهم في القضاء على الجوع، حيث أن ازدياد امدادات الطاقة تساهم في تحسين الإنتاج الزراعي (الهدف رقم2 ). أخيراً ، يدعم هذا الحل الهدف رقم 17 إذ يعزز وجود الشراكات إذا ما تم توزيع الطاقة باستخدام نماذج أعمال شاملة.

خوان فيرمين رودريغيز ، مؤسس "كينغو انرجي":
يعد الافتقار إلى إمدادات الطاقة أحد أكبر العوائق في وجه التقدم، لأن الطاقة تشكل أساساً لجميع أنشطة الإنتاج الحديثة. وقد ساهمت الحلول المتزايدة في مجال توفير الطاقة في دعم ملايين الأسر التي تعيش في مناطق نائية لكي تخطو خطواتها الأولى على سلّم الطاقة المؤدي إلى التطور الاقتصادي. وتساهم الطاقة في تحسين شامل لأسلوب الحياة، مما يؤدي إلى حدوث تأثيرات كبيرة على مجموعة واسعة من مؤشرات التنمية، والتي تشمل الصحة والتعليم والأمن الغذائي والمساواة بين الجنسين والحد من الفقر والسعادة. وتمكّن إمدادات الطاقة الأطفال من الدراسة لفترات أطول، وتصبح الأنشطة الإنتاجية والأعمال المنزلية ممكنة في الليل، وتعزز الترابط الأسري ومستويات الأمان، وتساهم في تطوير الاقتصاد وتحقيق الرفاهية.

3. في ظل إدراك العالم بشكل متزايد بأن الترابط بين المياه والطاقة والغذاء هو جوهر تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، فإن النمو  المستدام يكتسب أهمية متزايدة في معالجة تداعيات تغير المناخ، ومساعدة المليارات من الأشخاص الذي يفتقدون للخدمات الأساسية.
ورغم ذلك، فإن هناك ضعفاً في التنسيق بين قطاعات المياه والزراعة والطاقة والغذاء والصحة ضمن المجتمعات مما يؤثر سلباً على الجهود المبذولة حالياً للربط بين هذه القطاعات. في رأيك، ما نوع البنية التحتية اللازمة لضمان إحداث تطور وخلق أفكار مبتكرة في بعض النواحي المتعلقة بربط تلك القطاعات ببعضها، لا سيما في ظل عدم حصول تقدم في نواحي أخرى؟

الدكتور أندرياس جاكوبس ، عضو لجنة الاختيار (فئة الطاقة)، جائزة زايد للاستدامة:
ترتبط الركائز الاستراتيجية لأهداف التنمية المستدامة 2030، المتعلقة بقطاعات المياه والطاقة والغذاء والصحة، بشكل وثيق. وتعد مشكلة الفقر قاسماً مشتركاً بين هذه القطاعات، أي أن معالجة إحداها دون الأخرى لن يكون فعالاً، ويعني أننا ما زلنا نتجاهل الهدف الرئيسي والمتمثل في التغلب على مشكلة الفقر.

يجب علينا استقطاب الشركات وحثها على تبني معايير ومبادرات محددة لتحسين سبل العيش في المجتمعات بشكل كامل. وينبغي أن تهدف جميع الاستراتيجيات التي يتم وضعها ونماذج الأعمال التي يتم اعتمادها والمنتجات التي يتم تطويرها إلى  الأخذ بعين الاعتبار مستويات الفقر ووضع حالة الفقر المدقع ضمن سلاسل القيمة المعتمدة. كما يجب أن نحترم هؤلاء الذي يعيشون تحت خط الفقر ونعترف بقيمتهم كبشر. وعليه، فإن على الشركات والقطاعات المختلفة أن تقود الجهود العالمية من أجل تبني قيم ومعايير أخلاقية وألا تفكر فقط في جني الأرباح، بل تساهم بشكل فاعل في تقديم العون من أجل خير البشرية.