الدور الرائد للطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي في مكافحة الأوبئة
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
04 مايو 2020 مشاركة

مقابلة مع السيدة هيلينا سامسيو،
الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "جلوبهي"" الشركة الفائزة بجائزة زايد للاستدامة 2020 ضمن فئة الصحة

شهد العالم مع تفشي فيروس "كوفيد-19" مشاركة العديد من الجهات المزودة للحلول التقنية والمبتكرين في الجهود المبذولة للتخفيف من تبعات هذا الوباء الذي اجتاح مختلف الدول والمجتمعات حول العالم. وفي هذا السياق، يبرز سؤال مهم وهو كيف يمكن الاستفادة بشكل نوعي من الإمكانيات التي توفرها الطائرات المسيّرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة هذه الأزمة؟ 

في هذه المقابلة، تسلط هيلينا سامسيو، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة "جلوبهي" السويدية والفائزة بجائزة زايد للاستدامة 2020 ضمن فئة الصحة، الضوء على القدرات التي توفرها مثل هذه التقنيات وتطلعنا عن كثب على منصة "تجمع الطائرات المسيّرة" التي توفرها جلوبهي وتتيح لمختلف مشغلي الطائرات المسيّرة حول العالم الاشتراك بها. وقد طورت جلوبهي هذه المنصة العالمية الأولى من نوعها حول العالم بهدف جمع بيانات الطائرات المسيّرة بمساعدة الذكاء الاصطناعي لدعم جهود الوقاية من الكوارث والاستجابة لها، ما مكنها من توفير إمكانات فريدة لجمع معلومات مهمة حول مسائل مثل توافر مياه الشرب والصرف الصحي ومستوى النظافة والتلوث البيئي والمخاطر الكيميائية. كما تطلعنا هيلينا على أهمية توفير بيانات سكانية حديثة للحد من تبعات الأوبئة مثل وباء فيروس "كوفيد-19" والوقاية منه، وتحدثنا أيضاً حول كيفية توظيف "جلوبهي" للمنحة المالية التي نالتها من جائزة زايد للاستدامة في تعزيز وتوسيع نطاق قدراتها في مجال معالجة الكوارث المحتملة وتفشي الأمراض في المستقبل.


1. هل تشارك جلوبهي حالياً في جهود احتواء انتشار فيروس "كوفيد-19" أو في الخطوات التي يتم اتخاذها لضمان استعداد الحكومات ومراكز الرعاية الصحية والمنظمات الإنسانية حول العالم للاستجابة بشكل فعال للطوارئ؟ وفي حال لم تكن تشارك، كيف يمكن أن تساهم منصة جلوبهي لجمع البيانات عبر الطائرات المسيرة وتقنيات الذكاء الاصطناعي نظرياً في دعم الجهود العالمية في هذه الأزمة؟

إن مساهمة شبكة طائراتنا المسيّرة مرهون بتزويدها بتقنيات مرئية مثل تلك التي نستخدمها لتحديد مواقع تكاثر البعوض الناقل للملاريا قبل أن يبدأ الوباء بالانتشار. لذلك فإن جلوبهي لا تشارك حالياً في جهود الاستجابة لانتشار فيروس "كوفيد-19". لكن مع انتشار هذا الفيروس في البلدان ذات الدخل المنخفض، فإنه بالإمكان الاستفادة من منصتنا لدعم هذه المناطق وتعزيز استجابتها لفيروس "كوفيد-19" عبر تزويدها بأحدث البيانات السكانية والجغرافية التي تجمعها طائرتنا المسيّرة. وبصفتنا شركة ناشئة تتسم بالمرونة في التحرك للمساعدة متى وأينما لزم الأمر، فإننا نجري حالياً محادثات مع هذه البلدان للحصول على موافقة حكوماتها المحلية لتقديم خدمتنا والتعاون معها لمواجهة هذه الأزمة. 

فعلى سبيل المثال، تم في حالات سابقة لتفشي الأمراض استخدام خدمتنا لتحديث البيانات السكانية ضمن المناطق التي تكون فيها البيانات السكانية غير معروفة أو قديمة، ولتحديد نقاط الخطر مثل مصادر المياه والصرف الصحي وسبل الوصول إلى المراكز الصحية. وينطوي هذا النوع من المعلومات على أهمية كبيرة بالنسبة إلى الحكومات ومراكز الرعاية الصحية ومنظمات الإغاثة، حيث تمكنها من وضع خططها لمكافحة الأوبئة والتصدي لها بشكل سليم. وإننا نواصل في الوقت الراهن العمل للمساعدة في منع تفشي الأمراض المحتملة ومنح مشغلي الطائرات المسيّرة ضمن شبكتنا مهمات مدفوعة الثمن، ما يسهم في دعم قطاع العمل المستقل.


2. ما مدى استعداد جلوبهي لتوظيف شبكتها من مشغلي الطائرات المسيّرة للمساعدة في توفير إمدادات طبية وبيانات مرئية لدعم مواجهة تفشي الفيروس في بعض المناطق النائية حول العالم؟

كانت جلوبهي بدايةً توظف الطائرات المسيّرة في خدمتين تهدفان إلى منع تفشي الأمراض والكوارث الطبيعية في مناطق مختلفة حول العالم والاستجابة لها، وتتمثل الأولى في توصيل الإمدادات الطبية والثانية في جمع البيانات. وبمرور الوقت، وجدنا أنه من الصعب التوسع في خدمة تزويد الإمدادات الطبية باستخدام الطائرات المسيّرة نظراً لوجود الأطر التنظيمية، بالاضافة الى أن خدمة "تجمع الطائرات المسيرة" التي نوفرها باتت تمثل منصة تتيح إشراك طائرات مسيّرة موجودة في مختلف مناطق العالم ويقوم بتشغيلها مشغلين متوفرين ومتمرسين، ما يعني أننا لم نكن بحاجة إلى إرسال طائرات مسيّرة جديدة ومشغلين متمرسين إلى مناطق محتاجة جديدة، لذلك فهي تمثل منصة مثالية لجمع البيانات المرئية بسبب انتشار هذه الأنواع من الطائرات المسيّرة بشكل واسع حول العالم فضلاً عن توفر العديد من المشغلين المتمرسين.

لكن هذه الآلية لم تعمل بشكل جيد فيما يخص استخدام الطائرات المسيّرة لتوصيل الإمدادات الطبية، فهذه الخدمة تتطلب طائرات مسيّرة أكبر وأكثر تكلفة فضلاً عن كون تشغيلها أكثر تعقيداً، لذلك فإن عددها محدود جداً ولا يوجد سوى القليل من الأشخاص المدربين على تشغيلها. واستناداً إلى هذا الواقع، عمدت جلوبهي إلى التركيز على خدمة جمع بيانات الطائرات المسيّرة التي تساعد في منع تفشي الأمراض والاستجابة لها في جميع أنحاء العالم. واليوم، نحن على أتم الاستعداد للقيام بذلك مع توفر ما يزيد عن 3700 من مشغلي الطائرات المسيرة المشتركين في منصة "تجمع الطائرات المسيّرة"، حيث ينتشرون في 52 دولة ويقومون بجمع بيانات الطائرات المسيرة عند الطلب.

 

3. من موقعكم كشركة، إلى أي مدى تعملون أو تتوافق جهودكم مع الهيئات والجهات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية؟

نحن نعمل بشكل وثيق مع العديد من الهيئات التابعة للأمم المتحدة، ونتطلع إلى تعزيز التنسيق خلال عام 2020، خصوصاً في ظل تنامي عدد المنظمات التي باتت على دراية بخدمتنا والقيمة التي تقدمها. كما أننا نشهد حالياً تزايد وتيرة انتقال المستخدمين النهائيين من مرحلة اختبار تقنية الطائرات المسيرة إلى مرحلة التطبيق.

 

4. هل من الممكن مشاركة بعض الأمثلة عن حالات لتفشي الأمراض ساهمت جلوبهي مؤخراً بدور رئيسي في مواجهتها؟ وما مدى التأثير الذي أحدثته جلوبهي حتى الآن؟

شاركت جلوبهي مؤخراً في مواجهة وباء الكوليرا الذي تفشى في الفترة 2017-2018 في ملاوي في القارة الأفريقية، حيث لم يكن عدد الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة المصابة معروفاً بسبب الاعتماد على بيانات قديمة. لذلك كان من الصعب التخطيط بخصوص كيفية الاستجابة لوباء الكوليرا ووضع آليات الوقاية منه. وبناء عليه، تم الاعتماد على شبكتنا من الطائرات المسيّرة لتوفير أكثر من 50 ألف صورة للمناطق المعرضة لمخاضر الوباء وما يحيط بها، حيث تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإجراء عملية تحديد وإحصاء تلقائية للمنازل والموارد المحتمل إصابتها مثل المياه ونقاط الصرف الصحي. وقد أتاح لنا ذلك تزويد اليونيسف ووزارة الصحة في ملاوي ببيانات محدّثة تمكنهم من التخطيط للاستجابة بكفاءة أكبر لتفشي الوباء. وقد ساهمت جلوبهي حتى الآن في مساعدة 100 ألف شخص في أماكن تفشت فيها أوبئة الكوليرا والملاريا في ملاوي ومنطقة بحيرة فيكتوريا.

 

5. فيما يخص الإغاثة خلال الأزمات، هل هناك أي دروس مستفادة من طريقة التعامل مع الأزمة الحالية على المستويين المحلي والعالمي؟ على سبيل المثال، هل يمكنك تحديد دول معينة أظهرت كفاءة في الحد من الوفيات واحتواء تفشي الوباء، وكيف قامت بذلك؟

إن هذا الوباء قد ذكّر العالم من جديد بأهمية الوقاية من الأوبئة بدلاً من الاضطرار للاستجابة لها. وعلينا أن نرى ما إذا كنا سنتعلم حقاً هذه المرة أم سنواصل تجاهل الاستثمار في طرق الوقاية الفعالة. أعتقد أنه من السابق لأوانه تحديد البلدان الأكثر فاعلية في مكافحة فيروس "كوفيد-19" خصوصاً في ضوء تغير فترات التعرض للفيروس وتغير المنحنيات البيانية تبعاً لذلك.

 

6. كيف استفادت جلوبهي من الفوز بجائزة زايد للاستدامة لعام 2020 لتعزيز أو توسيع قدراتها في معالجة الكوارث المحتملة أو تفشي الأمراض في المستقبل؟

نحن في جلوبهي نقوم بتطوير وتحديث الجوانب التقنية لمنصتنا "تجمع الطائرات المسيّرة" ما يتيح تعزيز الأتمتة في عملياتنا وتوسيع نطاق الخدمة، وبالتالي التمكن من المساعدة بكفاءة أكبر في الوقاية من الكوارث المستقبلية وتفشي الأوبئة والاستجابة لها. فعلى سبيل المثال، نقوم حالياً وفق عملية يدوية بالربط بين طلبات المستخدمين النهائيين في جميع أنحاء العالم الذين يحتاجون إلى خرائط الطائرات المسيّرة مع أنسب مشغلي الطائرات المسيّرة المتوفرين ضمن شبكتنا. لكن بتوظيف الحلول التقنية، سيكون بإمكان المنصة القيام تلقائياً بهذه الوظيفة و/أو تقديم اقتراحات بهذا الخصوص.

 

7. على مستوى أوسع من حيث القطاع ككل، كيف ترين الدور المستقبلي للطائرات المسيّرة في توصيل الإمدادات الطبية والتخطيط المسبق للإغاثة من الكوارث؟

تتمثل أكبر فائدة جنيناها حتى الآن في قدرة الطائرات المسيّرة على جمع البيانات المرئية بسرعة، ما يعطينا معلومات قيمة تخدم جهود الإغاثة من الكوارث وغيرها من المجالات ذات الصلة. كما أن قدرة الطائرات المسيّرة على اختزال الوقت اللازم لتوصيل المواد الطبية أمر مهم أيضاً، ولكن لا تزال الأطر التنظيمية وعدم توفر البنية التحتية الداعمة في العديد من المناطق تقف عائقاً أمام التوسع في نطاق عملنا. لذلك يعد قطاع رسم الخرائط بالطائرات المسيرة أكثر نضجاً، ولكن أتوقع أن نشهد نمواً في مجال التوصيل باستخدام الطائرات المسيّرة بشكل ملحوظ على مدى السنوات الخمس المقبلة.

أعتقد أننا نواجه الآن تحديين تقنيين كبيرين وقد بدأنا بالفعل نشهد بعض الحلول لهما، وهما عمر البطارية المحدود والقدرة المحدودة لحمولة الطائرات المسيّرة الصغيرة. ومن ناحية أخرى، كنت أتمنى أن تكون الأطر التنظيمية أكثر تطوراً الآن، ولكن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت. ومع ذلك، فإننا سنشهد في عام 2020 تغييرات تنظيمية مثيرة للاهتمام، فعلى سبيل المثال لا الحصر سيتم وضع إطار تشريعي مشترك في الاتحاد الأوروبي في شهر يوليو. وأعتقد أيضاً أننا بدأنا أخيراً بتجاوز مرحلة المشاريع التجريبية الصغيرة والانتقال إلى تنفيذ عمليات مستدامة واسعة النطاق، وذلك بفضل انتشار المعارف الخاصة بالطائرات المسيّرة والقيمة التي تنطوي عليها هذه التكنولوجيا. وأخيراً وليس آخراً، لقد بدأنا بالفعل نشهد توظيف التقنيات مثل الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي، ولا شك أن ذلك سيتعزز في المستقبل.

 

8. هل هناك ما لم نستوضحه منك وتودين تسليط الضوء عليه؟ 

أود التوجه إلى القراء من مشغلي الطائرات المسيّرة ودعوتهم للتسجيل والمشاركة في منصة جلوبهي والانضمام إلى شبكتنا من مشغلي الطائرات المسيّرة المستقلين عبر الموقع (www.globhe.com)، وذلك للمساهمة في منع حدوث الكوارث والاستجابة لها في جميع أنحاء العالم. كما أدعوا القراء من المستخدمين النهائيين المحتملين إلى استخدام الموقع  (www.globhe.com) لتقديم طلبات الحصول على خدمة خرائط الطائرات المسيّرة عبر التواصل معنا على البريد الإلكتروني (globhe@globhe.com)  والحصول على مزيد من المعلومات والإجابة على استفسارات. إننا نتطلع دوماً للعمل مع شركاء جدد واستكشاف سبل جديدة للمساعدة والمساهمة في جعل هذا العالم مكاناً أفضل.