بقلم الدكتورة لورا ساتشيل ، المدير التنفيذي والمؤسس المشارك، وي كير سولار
تخيل الاضطرار إلى ولادة طفل أو إجراء عملية قيصرية في الظلام.
يمكن للطاقة الشمسية النظيفة أن تقدم حلاً آمناً ومناسباً ومستداماً لهذا التحدي الذي تواجهه العديد من المناطق حول العالم. وإيماناً منها بحق النساء في العيش بأمان، فقد واظبت مؤسسة "وي كير سولار" ومنذ عام 2010، على تقديم حلول مبتكرة لتوفير الطاقة أثناء عمليات الولادة، من خلال تزويد المرافق الصحية بحقائب شمسية مدمجة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية ، فإن ما يصل إلى 72 في المئة من المرافق الصحية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لا تحصل على الكهرباء من مصادر موثوقة، وأن ربع هذه المراكز تقريباً ليس لديها كهرباء أبداً.
ويُعد نقص وسائل الإضاءة الأساسية والكهرباء أحد الأسباب التي تؤدي إلى وفاة 300 ألف امرأة بسبب المضاعفات المرتبطة بالحمل سنوياً، فضلاً عن مليون طفل حديث الولادة يموتون في أول يوم من ولادتهم، معظمهم في إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ورغم خطورة هذه الأرقام إلا أننا نملك الأدوات اللازمة لإنقاذ مزيد من الأرواح والمساهمة في الارتقاء بحياة الأسرة والمجتمع. فبين عامي 1990 و2015، انخفض المعدل العام لوفيات الأمهات بنسبة 44 في المائة، من 385 حالة وفاة للأمهات لكل 100 ألف ولادة، إلى 216 حالة. وتطمح أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة إلى خفض عدد الوفيات في فترة النفاس إلى أقل من 70 وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة بحلول عام 2030.
ولتحقيق هذا الطموح لا بد من بذل المزيد من الجهود لا سيما في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث يصل معدل وفيات عمليات الولادة إلى 546 لكل 100 ألف حالة ولادة.
من خلال تجربتي الخاصة، فقد شكلت هذه التحديات دافعاً وراء سعينا لإيجاد حلول مبتكرة، وعلى وجه التحديد، تصميم ونشر جهاز "حقيبة الطاقة الشمسية" ضمن المرافق الطبية التي تعتني بصحة الأم. وتعمل هذه الحقيبة على توفير الإضاءة المناسبة وأجهزة مراقبة الجنين وأجهزة الاتصال. كما نحرص من خلال هذه الخطوة على تطوير الكوادر المحلية وتأهيلهم لتركيب وتشغيل وصيانة مصادر الطاقة الشمسية الموثوقة في العيادات الصحية.
وحتى الآن، تمكنا من الوصول إلى أكثر من 4000 مركز صحي، مما ساهم في توفير ظروف ولادة أكثر أمناً لـ 3.8 مليون من الأمهات والأطفال حديثي الولادة. وفي يوليو 2019، أنجزنا خطوة مهمة جداً على طريق تحقيق أهدافنا حيث أصبحت ليبيريا أول بلد في المنطقة تتوفر فيه الطاقة أثناء عمليات الولادة بشكل كامل. ونطمح خلال السنوات الخمس القادمة إلى تحقيق تأثير مباشر في حياة 17 مليون أم وطفل في خمس دول إفريقية، وستكون أوغندا هي المحطة التالية لحملتنا.
لتفعيل عمل القطاع الصحي، لا بد من توفير طاقة نظيفة تصل إلى مختلف المناطق من أجل تحقيق جميع الأهداف التي يطمح إليها العالم في مجال الرعاية الصحية. وبما أن العيادات التي تجري فيها عمليات الولادة هي ذاتها التي تقوم بتطعيم الأطفال، فإنه يمكن للعاملين الصحيين المؤهلين، اكتشاف ووقف الأوبئة مثل الإيبولا. يمكنهم أيضاً التعاون مع بقية شرائح المجتمع للحد من الأمراض غير المعدية مثل مرض السكري وأمراض القلب. هذه العيادات ليست مجرد مراكز واقعة ضمن مناطق نائية، إنها تجسد البوابة الرئيسية لتحقيق كل هدف من أهداف التنمية المستدامة الـ 17 للأمم المتحدة.
لا يجوز أن تموت المرأة من أجل أن تهب الحياة لوليدها، ولا ينبغي إجبار أي عامل صحي على العمل في الظلام. يمكننا تفادي هذه العقبات من خلال توفير حلول الطاقة النظيفة بتكلفة معقولة، والمساهمة في الحفاظ على صحة كوكبنا وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.