توفير مياه نقية لـ 18 ألف فلبيني من خلال أحدث مشروع لمبادرة "ما بعد 2020"
News Post Image
29 سبتمبر 2021 مشاركة

تواصل المبادرة العالمية الرئيسية لجائزة زايد للاستدامة "ما بعد 2020 "، توفير حلول وتقنيات مؤثرة لعدد من المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وذلك بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بهدف تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.

وترسيخاً لقيم الاستدامة والإنسانية التي أرسى دعائمها الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تشرف المبادرة الرائدة على نشر الحلول المستدامة التي طورها عدد من الفائزين السابقين والمرشحين النهائيين للجائزة. تتناول المبادرة بعضاً من أكثر تحديات التنمية المستدامة إلحاحاً في العالم، حيث توفر خدمات رعاية صحية عالية الجودة، وأطعمة مغذية، ومصادر أساسية للطاقة، وإمكانية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.

وخلال شهر أغسطس الماضي، عادت مبادرة "ما بعد 2020" إلى منطقة جنوب شرق آسيا بعد أن نفّذت مشاريع مستدامة في دولتي إندونيسيا وكمبوديا. وتساهم المشاريع الجديدة في هذه المنطقة في رفع مستوى حياة 18000 شخص في المناطق الريفية بالفلبين من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى مصادر المياه وخفض تكاليف الحصول عليها بنسبة 85٪.

يتم استخدام مضخات المياه الهيدروليكية، التي طورتها منظمة "اي آي دي اف آي"، التي كانت من بين المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة عام 2020 عن فئة "المياه ''، لإحداث تأثير إيجابي في حياة 3000 شخص في قرية "كابغنان" بمقاطعة "نيغرو اوكسيدنتال" و15000 شخص في 14 قرية في منطقة "ألتافيستا" ضمن مقاطعة "ليتي".

وتجدر الإشارة إلى أن المجتمعات الواقعة في منطقتي "كابغنان" و"ألتافيستا"، التي تقع في جزر مختلفة، تشترك في نفس التحديات، حيث لا تتوفر المياه ويجب جلبها من مصدر يقع على منحدرات بعيدة عن المناطق المأهولة، مما يتسبب في قيود وأعباء جسدية ومادية يومية.
وتعمل هذه التكنولوجيا المبتكرة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 240 عاماً، على استجرار المياه دون استخدام الكهرباء أو الوقود ودون التسبب بانبعاث الغازات الضارة.

واليوم يوفر هذا الحل الخالي من الكربون المياه النظيفة للشرب ولاستخدامات الصرف الصحي، كما يتيح الفرصة للسكان لتحسين مستوى حياتهم أو تحسين سبل العيش المرتبطة بالمياه مثل تنمية حدائق الخضروات وتربية الأحياء المائية وتربية الماشية. وبهدف تقليل الأعباء المالية الناجمة عن ارتفاع تكلفة المياه ومعالجة القضايا الأخرى المرتبطة التي تواجهها المجتمعات المستهدفة، قدمت منظمة "اي آي دي اف آي"، حلاً يضخ المياه من مصدر منخفض مثل ينبوع أو مجرى أو نهر إلى مرتفعات أعلى دون الحاجة إلى الكهرباء أو الوقود. ويستخدم هذا الحل الطاقة الموجودة في المياه المتساقطة (التدفق الحر) ويضخ المياه على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وبدون انبعاث غازات ضارة.

وقد رحب سكان المناطق المستهدفة لدى تنفيذ مبادرة "ما بعد 2020" مشروعها على الأرض، وكانوا متحمسين بشأن إمدادات المياه التي هم بأمس الحاجة إليها في مجتمعهم.

وعلى سبيل المثال، كانت جيوفاني بيراس المقيمة في قرية "لا كاستيلانا" بمقاطعة "نيغرو اوكسيدنتال"، تستيقظ باكراً حينما كان عمرها 6 سنوات لتقوم بالأعمال المنزلية مثل الطهي في الصباح. تتذكر بيرس أيام شبابها وتقول: "كنا نضطر أنا وأصدقائي في طفولتي لجلب الماء من نهر يسمى تاروغ داكو، والذي كان على بعد كيلومتر واحد من مكان إقامتي مروراً بغابة، وذلك لأداء الأعمال المنزلية اليومية. كنا نقوم بغسل الملابس حيث كنا نأخذ دفعة منها إلى هناك بينما كنا نحمل جالوناً من الماء ونركب عربة كاراباو (وسيلة نقل تقليدية)، فقط لتخفيف وزن المياه التي كنا نحملها".

قبل تركيب مضخات المياه، كانت بيراس، وقد أصبحت أماً الآن، لا تزال مسؤولة عن تأمين المياه لعائلتها وتقول: "كنا نقضي يومًا كاملاً فقط لتأمين المياه، وهو ما كنا نفعله أنا وزوجي عادةً حتى يتمكن أولادنا التركييز في تعليمهم. لا أريد أن يمر أطفالي بذات المصاعب والتضحيات التي كان عليّ أن أتحملها في حياتي. إن عدم القدرة على تناول الأرز في يوم ما أهون بكثير من عدم توفر المياه ".

وفي حين كانت بيراس تنفق سابقاً 23.5 دولار على حاويات المياه والغسيل والغاز للحصول على المياه كل أسبوع، فإنها تنفق حالياً 1.50 دولار فقط على جميع احتياجات أسرتها من المياه.

وقد شهدت بيراس تحولات هائلة في مجتمعها ونمط حياتها على الصعيد الشخصي منذ تركيب المضخات، مما سهل حياتها اليومية وساهم في تحسين الوضع الاقتصادي لعائلتها. وهي تفكر حالياً في تربية بعض الماشية بالقرب من منزلهم.

وأوضحت إيفلين لاكسون، المسؤولة في بلدية كاباجنان، كيف أن إمدادات المياه غير الكافية وغير الموثوقة التي تقع على بعد عدة كيلومترات قد أجبرت الناس على الانتظار في طابور لساعات للحصول على حاويتين من المياه. وأضافت لاكسون أن بعض الناس يدفعون 0.20 دولار لكل حاوية للحصول على المياه من المناطق المحيطة، وهو ما يمثل جزءاً كبيراً من ميزانيتهم اليومية، ويجعل المياه أكبر المصاريف المنزلية لبعض العائلات بعد الطعام.


وقالت لاكسون: "بفضل مبادرة "ما بعد 2020"، بات بإمكان الناس الحصول الآن على إمدادات مياه موثوقة ومستدامة في مجتمعهم، وهم ممتنون للغاية لهذه المبادرة الكريمة. ونيابة عن المجتمع، أود أن أعرب عن خالص شكري لجميع الذين ساهموا في تحقيق هذا المشروع ، حيث ستبقى هذه الجهود دائماً محط تقديرنا".

قصة رواندا