ميلاتي ويسجين
طالبة سابقة في المدرسة الخضراء في بالي، بأندونيسيا (الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2017- فئة المدارس الثانوية العالمية)
قامت ميلاتي ويسجين وشقيقتها إيزابيل في عام 2013، بحملة "وداعاً للأكياس البلاستيكية" للحد من استخدام هذه الأكياس في جزيرة بالي بإندونيسيا. وبعد ست سنوات من قيام الحملة، تم الاعتراف بجهود الشقيقتين عندما تنبّهت حكومة بالي للنتائج السلبية للمواد البلاستيكية على البيئة وبادرت إلى حظر استخدام الأكياس البلاستيكية وكذلك منعت استخدام الماصات البلاستيكية ومادة الستايروفوم.
وقد أدركت الشقيقتان الأثر الإيجابي الذي يمكن إحداثه عبر التركيز على قضية معينة وقررتا البحث عن منبر يمكّنهما من مشاركة تجاربهما في إحداث التغيير أولاً بأول. ولتحقيق هذا الهدف، قامت ميلاتي بتأسيس مشروع "يوثتوبيا" في نهاية عام 2019، وهو عبارة عن منصة تجمع الشباب الطامحين نحو التغيير حول العالم وتمكينهم من خلال توفير الموارد اللازمة وتبادل المعارف مع أقرانهم الذين يتشاركون معهم الهدف ذاته.
وقد كان تأسيس هذا المشروع نابعاً من تجربة ميلاتي الخاصة في حملة الحد من استخدام الأكياس البلاستيكية، غير أن المفاهيم والأفكار التي تحملها هذه الشابة ترجع لالتزامها بأخذ زمام المبادرة الذي تنسبه إلى قيم عائلتها، وتعليمها الذي تلقته في المدرسة الخضراء في بالي (الفائزة بجائزة زايد للاستدامة لعام 2017 في فئة المدارس الثانوية العالمية عن منطقة آسيا)، ويأتي كذلك ضمن جملة التساؤلات المشتركة التي يطرحها آلاف الطلاب حول العالم.
ومنذ انهاء دراستها، وبالإضافة إلى دعم جهود الحد من استخدام البلاستيك في بالي وتأسيس مشروع "يوثتوبيا"، فقد تحدثت ميلاتي ثلاث مرات في جلسات (TED) التي أقيمت في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تسليط الضوء عليها من خلال وسائل إعلامية بارزة مثل مجلتي "تايم" و"فوربس" ومحطة "سي إن إن". ومع ذلك، فإن الفتاة البالغة من العمر 19 عاماً لم تسمح لهذا الاهتمام الإعلامي بأن يعرقل مسيرتها، فهي ما تزال مصممة على الاستمرار في جهودها نحو إحداث التغيير الإيجابي وحثّ الأشخاص الآخرين كي يفعلوا الشيء ذاته.
1. ما هو الحافز الذي دفعكم للقيام بهذه الجهود؟
منحتنا طبيعة العيش في بالي شخصية مفعمة بالحيوية والنشاط، فقد نشأنا في أحضان الطبيعة، كما درسنا وتخرجنا من المدرسة الخضراء في بالي التي أتاحت لنا منذ المراحل الدراسية المبكرة أن نطلع ونستلهم من شخصيات بارزة استطاعت إحداث تأثير كبير وملموس. كما دعمت المدرسة تنمية روح القيادة لدى الطلبة، وشجعتنا على مشاركة الأفكار وتطويرها.
2. كيف قادت حملة "وداعاً للأكياس البلاستيكية" إلى تأسيس "يوثتوبيا"؟
نحن في بالي على مقربة دوماً من الطبيعة والمحيط، ونرى بأعيننا تراكم النفايات البلاستيكية فيهما. وكنا نتساءل حول كيفية المساهمة في مكافحة هذه الظاهرة، إلى أن قررنا أخذ المبادرة. بدأنا بخمسين فريق عمل يقودها طلبة وتتوزع في مختلف مناطق العالم، وقد استطاعت هذه الفرق تحقيق نجاحات كبيرة. لكن كان هناك ما ينقصنا، فضلاً عن أننا أردنا تحقيق المزيد. فبعد مشاركة قصتنا مع النفايات البلاستيكية مع أكثر من 150 ألف طالب، كنا دائماً نواجه نفس السؤالين: كيف يمكنني أن أساهم مثلكم؟ وكيف يمكنني أن أكون جزءاً من هذه الحملة؟ لقد أدركنا أن هدفنا التالي هو الإجابة على هذين السؤالين.
3. هل يمكنك أن تطلعينا على رؤية وأهداف "يوثتوبيا"، وبرأيك كيف سيكون تأثيرها؟
أردنا إيجاد منظومة تغطي كافة أهداف التنمية المستدامة الـ 17 التي أقرتها الأمم المتحدة، حيث جعلنا من هذه الأهداف الإطار العام لعمل المنظومة. وبناء على خبرتنا في حملة "وداعاً للأكياس البلاستيكية" وبالأخذ بالاعتبار الأسئلة التي تلقيناها من الشباب حول العالم الذين يتطلعون للمشاركة في هذه الجهود، وجدنا أنه هناك حاجة إلى تأسيس "يوثتوبيا" كمنصة مجتمعية تركز على توفير المعرفة. وتتمحور مهمتنا ضمن هذه المنصة حول العمل مع الشباب في الخطوط الأولى الراغبين في إحداث تغيير إيجابي، والاستفادة من معارفهم وتجاربهم من أجل تطوير برنامج يخصص للشباب الواعدين الراغبين في الانضمام إلى هذه الجهود والقيام بدور فاعل. فنحن نتوجه للشباب من خلال الشباب. وقد استطعنا عبر عقد ندوات افتراضية مجانية من جمع أكثر من ألف شاب على مدى الشهر الماضي، حيث منحناهم المنصة والموارد اللازمة للمساهمة في إحداث تأثير ملموس سواء محلياً أو عالمياً.
4. ما مدى أهمية دور جائزة زايد للاستدامة ومساهمتها في القطاعات التي تنشطون ضمنها؟
تقوم الجائزة بدور كبير للغاية، وهي مؤهلة لتحقيق المزيد من المساهمات الفاعلة. فتعود أهمية دور الجائزة إلى ثلاثة جوانب رئيسية، أولها أنها تتمتع بمكانة رفيعة وفريدة وشبكة علاقات كبيرة، فالعمل معها سيوسع نطاق التواصل ويعزز النمو. ومن جانب آخر، هناك ميزة بناء الشراكات التي تجمع بين العديد من المنظمات المختلفة للتعاون بما يعود بالنفع الكبير على الجميع. وأخيراً، لطالما كان الدعم المالي مهم لكافة المنظمات العاملة ضمن هذه القطاعات.
5. كيف أثرت جائحة (كوفيد-19) على عملكم في "وداعاً للأكياس البلاستيكية" و"يوثتوبيا"؟
نقوم ضمن حملة "وداعاً للأكياس البلاستيكية" بعقد من 3 إلى 5 جلسات عملية أسبوعياً. لكن مع انتشار الجائحة، كان علينا التحول وعقد هذه الأنشطة افتراضياً. وقد مثل ذلك تحدياً جديداً، لكننا استطعنا المحافظة على زخم جهودنا. أما بالنسبة إلى "يوثتوبيا"، فقد كان ذلك في صالحنا لأننا نستهدف فعلياً المجتمع الإلكتروني والتعليم الرقمي، لذلك مثلت هذه الظروف فرصة كبيرة لتعزيز العمل وفق استراتيجيتنا.
6. ماهي برأيك الخطوات التالية فيما يخص كلا المنظومتين؟
يمكن القول بأن حملة "وداعاً للأكياس البلاستيكية" قد رسخت مكانتها، حيث تضم الآن 50 فريق عمل في 29 دولة، وتمتلك هدفاً واضحاً يتمثل في رفع مستوى الوعي بالتلوث الناجم عن النفايات البلاستيكية. أما بالنسبة إلى "يوثتوبيا"، فإننا نعمل على بناء منصتنا التقنية وتأمين التمويل الأولي، وذلك للتمكن من العمل وفق دوام كامل وعلى أسس احترافية.
7. ما هي الرسالة التي تتوجهين بها إلى الشباب الطامحين للمشاركة في الجهود المناخية لكنهم لا يعرفون السبيل إلى ذلك؟
عليهم الانضمام إلى "يوثتوبيا". هذه هي إجابتي حالياً. ولا شك أن صناع التغيير الذين نعمل معهم يمكن أن تكون إجابتهم أفضل وأوضح في هذا الخصوص. وللتوضيح أكثر، أقول للذين لا يعرفون كيف ومن أين يبدؤون، ما عليكم سوى تحديد مجال واحد. اختزلوا الخيارات وتوجهوا إلى شيء لديكم شغف تجاهه، وباشروا جهودكم فوراً ولا تنتظروا حتى وضع خطة العمل.
8. هل تشعرين بالفخر بما حققتم من إنجازات؟ وهل يجعلك ذلك النجاح تتمهلين أم تتطلعين دائماً للخطوة التالية؟
المقربون مني يرونني أنني شخص غالباً ما يتطلع للمضي قدماً، لكنني أعرف أننا حققنا ما يستحق الثناء. لا شك أن تجاربي لا تشبه تجارب شابة عادية بعمر الـ 19 عاماً. إنني ممتنة وفخورة بما حققناه، وإنه لشيء رائع أن أحتفل مع الفريق والعائلة، لكن في الوقت نفسه لا يزال الطريق أمامنا طويلاً.