وشكلت الاجتماعات المغلقة لأعضاء لجنة التحكيم الخطوة الأخيرة ضمن عملية التحكيم التي تمتد على أربع مراحل، حيث كانت البداية التقييم الأولي لطلبات المشاركة والذي أجرته شركة "بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة" المتخصصة في الأبحاث والتحليل، وتلا ذلك اجتماعات لجنتي المراجعة والاختيار اللتين قامتا باختيار أفضل المشاركات بناءً على معايير الجائزة الأربعة وهي: الابتكار والأثر الملموس والريادة والرؤية بعيدة المدى.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة مدير عام جائزة زايد لطاقة المستقبل: "تم إطلاق جائزة زايد لطاقة المستقبل قبل ست سنوات تكريماً للإرث العريق للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) الذي أرسى دعائم التنمية المستدامة وحماية البيئة في الدولة. وعلى مدى السنوات الماضية، تطورت الجائزة لتصبح منصة عالمية تكرم الإبداع والإنجازات المتميزة للمؤسسات والأفراد الذين يسهمون من خلال ابتكاراتهم في تمهيد الطريق نحو بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة".
وأضاف: "نجحت الجائزة في كسب مكانة عالمية مرموقة باعتبارها منصة محفزة للتميز والابتكار في مجال الطاقة المتجددة، حيث ساهمت في تحقيق أثر إيجابي في حياة الكثير من الناس حول العالم، وذلك من خلال تحسين سبل الوصول إلى الطاقة والمياه وتشجيع استخدام حلول الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، فضلاً عن توفير فرص العمل والتعليم من خلال دعم المشاريع التي يضطلع بها الفائزون".
وحقق الفائزون السابقون بجائزة زايد لطاقة المستقبل آثاراً مباشرة انعكست إيجاباً على المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك تدريب أكثر من 1000 امرأة على التقنيات "الخضراء"، وتركيب ما يزيد على مليوني نظام منزلي للطاقة الشمسية في بنغلاديش، وتوفير منح دراسية في كل من الإمارات العربية المتحدة، ونيجريا، والمكسيك، وبنغلاديش. كما أسس أحد الفائزين السابقين صندوقاً تعليمياً يهدف إلى نشر مبادئ الاستدامة في القرى الإفريقية، وساهم آخر بتوفير مياه الشرب النظيفة لأكثر من خمسة ملايين شخص.
وتضم قائمة المرشحين النهائيين كلاً من: "إيه بي بي" (سويسرا)، جنرال إلكتريك (الولايات المتحدة)، "وولمارت ستورز" (الولايات المتحدة)، ضمن فئة الشركات الكبيرة؛ و"أبيلون كلين إنيرجي" (الهند)، و"كلين باور فاينانس" (الولايات المتحدة)، وإيكونيشن (بلجيكا) وسيلكو (الهند) ضمن فئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ ومعهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية (ألمانيا)، ومنظمة "براكتيكال أكشن" (المملكة المتحدة)، ومعهد الموارد العالمية (الولايات المتحدة) ضمن فئة المنظمات غير الحكومية؛ وضمن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية، كلاً من: أكاديمية برونكس للتصميم والإنشاءات (الولايات المتحدة)، والمدرسة الأمريكية في ليما (بيرو)، ومؤسسة التنمية الشاملة (الولايات المتحدة) عن منطقة الأمريكتين؛ وكلية جورجي روسكا كودريانو الوطنية (رومانيا)، ومدرسة الملكة إليزابيث الثانية الثانوية (المملكة المتحدة) عن منطقة أوروبا؛ ومدرسة أبارسو للعلوم والتكنولوجيا (الصومال)، وسلطة مدرسة خليج نخاتا (ملاوي) عن منطقة أفريقيا؛ ومدرسة كالكيري سانغيت فيديالايا (الهند) عن منطقة آسيا؛ ومدرسة تونغا الثانوية (تونغا) ومدرسة إيربراي الثانوية الزراعية (أستراليا) عن منطقة أوقيانوسيا.
وتضم لجنة تحكيم جائزة زايد لطاقة المستقبل نخبة من أبرز خبراء قطاع الطاقة والشخصيات المعروفة والملتزمة بدعم الجهود العالمية الرامية لتسريع وتيرة اعتماد حلول وتقنيات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة، بمن فيهم فخامة أولافور راغنار غريمسون، رئيس جمهورية آيسلندا (رئيس لجنة التحكيم)؛ وعضوية كل من الدكتور هان سيونج سو، رئيس وزراء جمهورية كوريا سابقاً؛ فخامة محمد نشيد، الرئيس السابق لجمهورية المالديف؛ معالي إليزابث ديبوو بيترز، وزيرة المواصلات في جمهورية جنوب إفريقيا (شاركت عن طريق الإنترنت)؛ والسير ريتشارد برانسون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة "فيرجين" (شارك عن طريق الإنترنت)؛ والسيد عدنان أمين، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" (شارك عن طريق الإنترنت)؛ وسعادة أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي ورئيس مجلس إدارة "مصدر"؛ وراتان نافال تاتا، الرئيس الفخري لمجموعة "تاتا".
وقال فخامة أولافور راجنار جريمسون:" إن "جائزة زايد لطاقة المستقبل" تعد فريدة من نوعها حيث أنها الوحيدة التي تكرم وتكافئ الحلول المستقبلية، فالمرشحين الذين اطلعنا على مشاركاتهم جعلوني أشعر بالإلهام، كما أن الجائزة تبين لنا أن إحداث تغيير إيجابي لبناء مستقبل أفضل أمر يمكن تحقيقه".
وأضاف: يحق لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة أن تفخر بتأسيسها لهذه الجائزة التي تلهم وتمكن الأفراد والمدارس والمنظمات من مختلف أنحاء العالم من التعاون في مهمتهم الرامية إلى إيجاد عالم أكثر استدامة. "
وأشار جريمسون إلى أن هذا العام شهد رقماً قياسياً من المشاركات ضمن فئة المدارس الثانوية العالمية. مؤكداَ أن هذه المشاركة الكبيرة من شباب اليوم تعد مؤشراً قوياً لتطلعهم إلى تأمين مستقبل أكثر استدامة.
وقال الدكتور هان سيونج سو، رئيس وزراء جمهورية كوريا سابقاً: "تمثل ظاهرة تغير المناخ أحد أصعب التحديات التي تواجهنا في عصرنا الحالي. وإننا نثمن ونشيد بالجهود الرائدة التي تبذلها القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في مجال تمويل الحلول والتقنيات المبتكرة التي نحن في أمس الحاجة إليها اليوم. وتنبع أهمية جائزة زايد لطاقة المستقبل من الدور المهم الذي تلعبه في تشجيع المجتمع العالمي على توحيد الجهود للمساهمة في دفع عجلة تطور ونمو قطاع الطاقة المتجددة وتحقيق التنمية الاستدامة".
وقال عدنان أمين: تبعث جائزة زايد لطاقة المستقبل الأمل في نفوسنا وتحفزنا للعمل بأقصى طاقاتنا من أجل بناء مستقبل أفضل. وفي ظل الطلب المتنامي على الطاقة في العالم، ستلعب الحلول المبتكرة التي نعمل على تطويرها اليوم، دوراً أساسياً في إرساء أسس قوية لمستقبل مستدام".
وتعليقاً على النجاح المستمر لـ"مصدر" في استضافة هذه الجائزة العالمية المرموقة للسنة السادسة على التوالي، قال سعادة أحمد علي الصايغ، رئيس مجلس إدارة مصدر: "لقد قدم من المرشحين النهائيين حلولاً مبتكرة وعملية وصديقة للبيئة. ولم يكن من السهل خلال هذا العام اختيار الفائزين بالجائزة وتحديد أفضل المبدعين والمؤسسات التي تجسد من خلال ابتكاراتها وحلولها رؤية الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".
وقال ناتان نافال تاتا: "هذه هي التجربة الأولى بالنسبة لي مع جائزة زايد لطاقة المستقبل، وقد أعجبت كثيراً بجودة المشاركات التي قمنا بتقييمها. وعلى الرغم من أن قرارتنا كانت بالإجماع، إلا أن مهمتنا لم تكن سهلة أبداً. وتعكس جودة المشاركات ضمن فئة الجائزة العالمية للمدارس الثانوية الاستجابة المتواصلة من قبل الشباب لدعوة مؤسس دولة الإمارات لجعل العالم مكاناً أكثر اخضراراً".
ويتم منح جائزة زايد لطاقة المستقبل، التي تديرها "مصدر" والبالغة قيمتها 4 ملايين دولار، سنوياً للأفراد والمؤسسات التي تعمل على إيجاد حلول عملية تساهم في التصدي لأصعب التحديات العالمية في مجالات الطاقة والمياه والتنمية المستدامة. وسيتم إعلان أسماء الفائزين في الدورة السادسة من جائزة زايد لطاقة المستقبل خلال حفل توزيع الجوائز المقرر إقامته يوم 20 يناير 2014 في العاصمة أبوظبي ضمن "أسبوع أبوظبي للاستدامة".