"ليتر أوف لايت" توفر الإنارة للمجتمعات النامية وتسلط الضوء على تغير المناخ
News Post Image
27 يونيو 2022 مشاركة

تمثل منظمة "ليتـر أوف لايت" الفائزة بجائزة زايد للاستدامة لعام 2015 برنامجاً عالمياً يستهدف المجتمعات تم تأسيسه في الفلبين ويلتزم بتوفير إضاءة شمسية مستدامة ومنخفضة التكلفة ضمن البلدان النامية. ومنذ إنشاء البرنامج عام 2013 كانت المنظمة تستهدف توسيع نطاق إيصال حلول الإنارة إلى أكثر من مليون أسرة سنوياً في أكثر من 30 دولة، وما زالت تواصل العمل على تحقيق أهدافها مع مزيد من التأثير.

وقد طوّرت المنظمة غير الربحية أربعة أنواع من المصابيح الشمسية بأدوات بسيطة جداً، وتشمل المصباح الشمسي، والمصباح المنزلي، والمصباح المخصص لإنارة الشارع، وقوارير الإضاءة، والتي تستخدم الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها وغيرها من المواد ذات التكلفة المعقولة التي يمكن الحصول عليها محلياً في أي مكان من العالم.   

جهود متسارعة

وبعد فوزها بجائزة زايد للاستدامة، تمكنت منظمة "ليتـر أوف لايت" من توسيع نطاق عملياتها بشكل كبير خارج الفلبين، حيث وفّرت حلول إضاءة مستدامة لعدد من البلدان النامية مثل الهند وباكستان وكينيا والبرازيل.

وأوضح إيلاك دياز، المدير التنفيذي لبرنامج " ليتـر أوف لايت" بأن الفوز بجائزة زايد للاستدامة كان لحظة فارقة في مسيرة المنظمة، فقد ساهمت منحة الجائزة بتوسيع نطاق عملياتنا لتشمل أكثر من 30 دولة في مختلف قارات عالم. وأشار إلى أن الفوز منح المنظمة فرصة التواصل مع قادة ورواد في  مجال الاستدامة والطاقة النظيفة الذين شكلوا مصدر إلهام لنا لتحسين مشروعنا، وتعاونوا مع المنظمة لتعزيز جهودها المجتمعية. كما أسهم الفوز بالجائزة في إتاحة الفرصة لإطلاع العالم على تجربتنا ومدى التأثير الذي حققته في الفلبين.

وقد حرصت " ليتـر أوف لايت " على دعم وتمكين وإلهام ناشطي المناخ الشباب في العالم الذين يتطلعون إلى معالجة قضية تغير المناخ، وذلك من خلال حملتها "Light it Forward"، وكذلك العديد من المبادرات الأخرى.

حملة "Light it Forward"

واجهت حملة "Light it Forward" صعوبة في الوصول إلى المجتمعات والمتطوعين بسبب بروتوكولات الصحة والسلامة الصارمة التي تم وضعتها خطط الاستجابة لجائحة (كوفيد-19) في عام 2020، وتوصل فريق الحملة إلى أسلوب جديد لمواصلة مهمتهم بطريقة تكون آمنة للجميع.

فقد تم إطلاق التحدي الرقمي لحملة "Light It Forward"، الذي دعا الأشخاص من جميع أنحاء العالم للمساهمة في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من خلال صنع مصابيح إنارة شمسية في منازلهم حرصاً على سلامتهم. وابتكر متطوعو منظمة "ليتر أوف لايت" رسائل ملهمة مصنوعة من المصابيح الشمسية التي تم التبرع بها لرفع مستوى الوعي ودعم الحملة. وقد قام آلاف الأشخاص حول العالم بفعل الشيء نفسه وشاركوه على وسائل التواصل الاجتماعي.

مكّن هذا التحدي من توفير مصدر إنارة لأكثر من 75 ألف فرد عبر مصابيح "ليتر أو لايت" الشمسية المصنوعة يدوياً. وتعمل جميع هذه المصابيح الشمسية التي تم تجميعها خلال التحدي على تقليل انبعاثات الكربون بمقدار 1000 كيلوغرام على مدار خمس سنوات عن طريق استبدال الأشكال التقليدية للإضاءة، وخاصة الكيروسين، بالطاقة النظيفة.

التأثير المتزايد لمصابيح الإنارة الشمسية

أثبتت مصابيح الإنارة الشمسية أنها أداة رئيسية لإيصال إمدادات الطاقة إلى المناطق الريفية الفقيرة. وشكلت المخاوف المتعلقة بتغير المناخ والانخفاض السريع في تكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وأسعار البطاريات، عوامل لجعل الاستثمار في الطاقة الشمسية التي تولّد الكهرباء أمراً جذاباً. فالمصابيح الشمسية المحمولة تتميز بتكلفتها المنخفضة، وتتطلب القليل من الصيانة، ويمكن أن توفر الكثير من الضوء الذي تشتد الحاجة إليه في المناطق النائية الموجودة خارج الشبكة. وتزود "ليتر أو لايت" السكان بمصابيح موفرة للطاقة LED بطاقة 1 واط بالإضافة إلى ألواح شمسية صغيرة وبطارية توفر 10 ساعات من الإنارة في الليل مقابل 10 دولارات لكل منها، أو مصابيح بطاقة 2 واط مقابل 15 دولاراً. ويتم تصنيع مصابيح الإنارة النهارية لإضاءة الغرف المظلمة في الأحياء الفقيرة وذلك باستخدام زجاجة بلاستيكية فقط وماء و10 مل من مادة مبيضة (تستخدم لمنع نمو الطحالب)، وذلك مقابل دولار واحد فقط.

ويعتبر العديد من صنّاع السياسات أن حلول الإضاءة الشمسية الكهروضوئية، تشكّل مفتاحاً لمعالجة مسألتي انعدام مصادر الطاقة واستدامة الطاقة. ويعيش أكثر من 1.5 مليار شخص اليوم دون مصدر للضوء أو باستخدام مصابيح الكيروسين ذات الإضاءة الخافتة والتي تطلق أبخرة سامة.

لكن الأمر الأهم يكمن في أن استبدال أنظمة الإضاءة التي تعمل بالزيت أو الكيروسين بالحلول التي تعمل بالطاقة الشمسية يساعد أيضاً في خلق بيئة صحية تعمل على تحسين صحة ورفاهية المجتمع. وتساهم الانبعاثات الصادرة عن مصابيح الكيروسين في ظاهرة الاحتباس الحراري وتسبب تلوثاً شديداً للهواء في الأماكن المغلقة. 

وتعتبر المصابيح الشمسية مفيدة بشكل خاص لإنارة المجتمعات المتأثرة بالكوارث الطبيعية، والتي نشهد ازديادها بسبب ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. فغالباً ما يتبع الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير انقطاع إمدادات الكهرباء، وقد يستغرق الأمر شهوراً حتى تصل المساعدات والإنارة إلى الأماكن النائية. وقد وفّرت "ليتر أوف لايت" أكثر من مليون مصباح مستدام يعمل بالطاقة الشمسية لإنارة غرف ومنازل وشركات وقرى بأكملها حول العالم.

تمكين المجتمع

تعتبر "ليتر أوف لايت" أكثر من مجرد مزود للأضواء الشمسية المستدامة، فهي منظمة اجتماعية تركز على تعليم المجتمعات النائية كيفية تطوير نظم إنارة لمنازلهم وأعمالهم وشوارعهم، لتسهم بذلك في  توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء إلى جانب تمكين السكان الأصليين والمجتمعات المتضررة والنساء من أن يصبحوا رواد أعمال ومهندسين في مجال الطاقة الشمسية.

تساهم تقنيات الإضاءة الشمسية المصنوعة يدوياً التي توفرها "ليتر أوف لايت" في خلق فرص عمل محلية، وتعليم المهارات الخضراء، وتمكين المجتمعات التي تفتقر إلى الطاقة والمعرضة للكوارث. 

وأوضح إيلاك دياز، أنه بدلاً من الاعتماد على التقنيات المستوردة والحاصلة على براءة اختراع والمكلفة، فإنهم يركزون على تطوير أنظمة إنارة خضراء على المستوى الشعبي، ما يتيح لأي شخص أن يصبح مهندساً في مجال الطاقة الشمسية.

وقال دياز: "من خلال إنتاج مصابيح شمسية قابلة للإصلاح بسهولة باستخدام المكونات المتاحة محلياً، فإننا نسهم في تمكين المجتمعات من الاعتماد على قدراتها الذاتية، حيث نركز على ايجاد مصدر رزق بالتوازي مع تزويد الأفراد بالمعرفة والمهارات اللازمة لتجميع الأضواء بسرعة بدلاً من انفاق ما يقرب من 70 بالمائة من تكاليف الإنتاج على خدمات الشحن من خارج البلاد".

ويتضمن نموذج عمل منظمة "ليتر أوف لايت" تدريب أعضاء المجتمع الأصليين، بما في ذلك المجموعات النسائية التعاونية المحلية، على كيفية تطوير تقنيات الإضاءة الشمسية. 

ايصال أصوات المجتمعات الأكثر تأثراً بالتغير المناخي

هناك ما يقرب من 85٪ من سكان العالم ممن تأثروا بتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية، ولكن أصوات هؤلاء غير مسموعة. وتتمحور معظم جهود منظمة "ليتر أوف لايت" حالياً حول إيجاد طرق لمنح هذه المجتمعات المهمشة فرصة لايصال صوتها.

وأكد دياز على أن أهمية الدور الذي تقوم به جائزة زايد للاستدامة نابع من كونها تسهم في تعزيز العمل المناخي والتحفيز على إحداث تغيير ايجابي حقيقي، حيث قال: "من خلال تكريم أصحاب الحلول من الجزء الجنوبي من العالم الذي لديه منظور فريد حول التحديات التي نواجهها، فإن جائزة زايد للاستدامة تسهم في تمكين المنظمات على غرار منظمتنا من الوصول إلى مجتمعات خارج حدود بلداننا. وإن الفوارق الاجتماعية متشابهة في جميع أنحاء العالم النامي، وقد تكون الحلول موجودة بالفعل لمعالجتها، لكن المبتكرين غالباً لا يملكون القدرة على توسيع نطاق تأثيرها. لذلك فإن جائزة زايد للاستدامة تساعدنا من خلال ما توفره من إمكانات وفرص الوصول إلى الشركاء وتعزيز التواصل مع الآخرين، على اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه القضايا على نطاق عالمي ".