مبادرة " ما بعد 2020" تعزز نطاق تأثيرها عبر نشر تقنيات مبتكرة في الفلبين وراوندا
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
News Post Image
29 ديسمبر 2021 مشاركة

تواصل المبادرة العالمية الرئيسية لجائزة زايد للاستدامة "ما بعد 2020 "، توفير حلول وتقنيات مؤثرة لعدد من المجتمعات النائية في جميع أنحاء العالم، وذلك بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بهدف تعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.

وترسيخاً لقيم الاستدامة والإنسانية التي أرسى دعائمها الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، تشرف المبادرة الرائدة على نشر الحلول المستدامة التي طورها عدد من الفائزين السابقين والمرشحين النهائيين للجائزة. تتناول المبادرة بعضاً من أكثر تحديات التنمية المستدامة إلحاحاً في العالم، حيث توفر خدمات رعاية صحية عالية الجودة، وأطعمة مغذية، وخدمات الطاقة الأساسية، ومياه آمنة وصالحة للشرب ولأغراض النظافة.

توفير مياه نقية لـ 18 ألف فلبيني من خلال أحدث مشروع لمبادرة "ما بعد 2020"


عادت مبادرة "ما بعد 2020" إلى منطقة جنوب شرق آسيا بعد أن نفّذت مشاريع مستدامة في دولتي إندونيسيا وكمبوديا. وتساهم المشاريع الجديدة في هذه المنطقة في رفع مستوى حياة 18000 شخص في المناطق الريفية بالفلبين من خلال تحسين إمكانية الوصول إلى مصادر المياه وخفض تكاليف الحصول عليها بنسبة 85٪.

تم استخدام أربع مضخات المياه الهيدروليكية 13 كشك، من تطوير منظمة "اي آي دي اف آي"، التي كانت من بين المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة عام 2020 عن فئة  "المياه ''، لإحداث تأثير إيجابي في حياة 3000 شخص في قرية "كابغنان" بمقاطعة "نيغرو اوكسيدنتال" و15000 شخص في 14 قرية في منطقة "ألتافيستا" ضمن مقاطعة "ليتي".

وتجدر الإشارة إلى أن المجتمعات الواقعة في منطقتي  "كابغنان" و"ألتافيستا"، التي تقع في جزر مختلفة، تشترك في نفس التحديات، حيث لا تتوفر المياه ويجب جلبها من مصدر يقع على منحدرات بعيدة عن المناطق المأهولة، مما يتسبب في قيود وأعباء جسدية ومادية يومية.
وتعمل هذه التكنولوجيا المبتكرة، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 240 عاماً، على استجرار المياه دون استخدام الكهرباء أو الوقود ودون التسبب بانبعاث الغازات الضارة.

واليوم يوفر هذا الحل الخالي من الكربون المياه النظيفة للشرب ولاستخدامات الصرف الصحي، كما يتيح الفرصة للسكان لتحسين مستوى حياتهم أو تحسين سبل العيش المرتبطة بالمياه مثل تنمية حدائق الخضروات وتربية الأحياء المائية وتربية الماشية. وبهدف تقليل الأعباء المالية الناجمة عن ارتفاع تكلفة المياه ومعالجة القضايا الأخرى المرتبطة التي تواجهها المجتمعات المستهدفة، يستخدم هذا الحل الطاقة الموجودة في المياه المتساقطة (التدفق الحر) ويضخ المياه على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وبدون انبعاث غازات ضارة.
وقد رحب سكان المناطق المستهدفة لدى تنفيذ مبادرة "ما بعد 2020" مشروعها على الأرض، وكانوا متحمسين بشأن إمدادات المياه التي هم بأمس الحاجة إليها في مجتمعهم.

وعلى سبيل المثال ، كانت جيوفاني بيراس المقيمة في قرية "لا كاستيلانا" بمقاطعة "نيغرو اوكسيدنتال"، تستيقظ باكراً حينما كان عمرها 6 سنوات لتقوم بالأعمال المنزلية مثل الطهي في الصباح. تتذكر بيرس أيام شبابها وتقول: "كنا نضطر أنا وأصدقائي في طفولتي لجلب الماء من نهر يسمى تاروغ داكو، والذي كان على بعد كيلومتر واحد من مكان إقامتي مروراً بغابة، وذلك لأداء الأعمال المنزلية اليومية. كنا نقوم بغسل الملابس حيث كنا نأخذ دفعة منها إلى هناك بينما كنا نحمل جالوناً من الماء ونركب عربة كاراباو (وسيلة نقل تقليدية)، فقط لتخفيف وزن المياه التي كنا نحملها".

قبل تركيب مضخات المياه، كانت بيراس، وقد أصبحت أماً الآن، لا تزال مسؤولة عن تأمين المياه لعائلتها وتقول: "كنا نقضي يومًا كاملاً فقط لتأمين المياه، وهو ما كنا نفعله أنا وزوجي عادةً حتى يتمكن أولادنا التركييز في تعليمهم. لا أريد أن يختبر أطفالي المصاعب والتضحيات التي كان عليّ أن أتحملها في حياتي. إن عدم القدرة على تناول الأرز في يوم ما أفضل بكثير من عدم توفر المياه ".

وفي حين كانت بيراس تنفق سابقاً 12 دولاراً على حاويات المياه والغسيل والغاز للحصول على المياه كل أسبوع، فإنها تنفق حالياً 1.50 دولار فقط على جميع احتياجات أسرتها من المياه.

وقد شهدت بيراس تحولات هائلة في مجتمعها ونمط حياتها على الصعيد الشخصي منذ تركيب المضخات، مما سهل حياتها اليومية وساهم في تحسين الوضع الاقتصادي لعائلتها. وهي تفكر حالياً في تربية بعض الماشية بالقرب من منزلهم.

وأوضحت إيفلين لاكسون، المسؤولة في بلدية كاباجنان، كيف أن إمدادات المياه غير الكافية وغير الموثوقة التي تقع على بعد عدة كيلومترات قد أجبرت الناس على الانتظار في طابور لساعات للحصول على حاويتين من المياه. وأضافت لاكسون أن بعض الناس يدفعون 0.20 دولار لكل حاوية للحصول على المياه من المناطق المحيطة، وهو ما يمثل جزءاً كبيراً من ميزانيتهم اليومية، ويجعل المياه أكبر المصاريف المنزلية لبعض العائلات بعد الطعام.

وقالت لاكسون: "بفضل مبادرة  "ما بعد 2020"، بات بإمكان الناس الحصول الآن على إمدادات مياه موثوقة ومستدامة في مجتمعهم، وهم ممتنون للغاية لهذه المبادرة الكريمة. ونيابة عن المجتمع، أود أن أعرب عن خالص شكري لجميع الذين ساهموا في تحقيق هذا المشروع ، حيث ستبقى هذه الجهود دائماً محط تقديرنا".

المناطق الريفية في رواندا تبدأ مرحلة جديدة مع حلول الرعاية الصحية 

قامت مبادرة "ما بعد 2020" بتوسيع نطاق جهودها الإنسانية لتشمل مجتمعات مجتمعات ريفية في إفريقيا، حيث ساهمت في توفير خدمات الرعاية الصحية لنحو 20 ألف شخص من سكان المناطق الريفية في رواندا. ويهدف هذا المشروع إلى توفير رعاية صحية أولية مستدامة وبأسعار معقولة لاثنتين من المناطق الريفية في رواندا.

فقد تم إنشاء ثلاث عيادات في مقاطعة نياروجورو الجنوبية وعيادة واحدة في منطقة روبافو في المقاطعة الغربية من البلاد، حيث تتسم هاتان المنطقتان بفقدان الخدمات الصحية مقارنة بباقي المناطق في البلاد وهو ما ينتج عنه آثار وتبعات سلبية.

وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة لكونها تساهم في معالجة الأسباب الأولية للأمراض التي تنتشر ضمن المجتمع، بما في ذلك الالتهاب الرئوي والملاريا وأمراض الإسهال. وعلاوة على ذلك، سوف تعمل مبادرة "ما بعد 2020" على تمكين رائدات الأعمال من الممرضات من فتح وإدارة عيادات رعاية صحية أولية مستدامة مزودة بحلول تقنية  وتسهم في تحسين إمكانية الحصول على خدمات الرعاية الصحية الجيدة والأدوية الأساسية.

وشمل المشروع إنشاء أربع عيادات في مجتمعات نائية، في حين تم تمكين أربع ممرضات وتدريبهم على إدارة الأعمال وتوفير 12 وظيفة جديدة لدعم العمليات ضمن العيادات الأربعة، التي توفر أيضاً خدمات المراقبة والفحص والإحالة المباشرة لأي حالات كوفيد-19 مشتبه بها أو غيرها من الأوبئة الناشئة.

وقامت مبادرة "ما بعد 2020" بتكليف "ون فاميلي هيلث"، وهي منظمة عالمية رائدة غير ربحية فازت بجائزة زايد للاستدامة لعام 2020 ضمن فئة "الصحة"، ودخلت مؤخراً في شراكة مع وزارة الصحة في رواندا. وكجزء من الاتفاقية، ستؤسس المنظمة 500 عيادة في المجتمعات الريفية تعمل بنظام الرعاية الصحية المتنقل، مما يعزز الكفاءة والعمليات عبر تمكين الممرضات من إدارة بيانات الخدمة وسجلات المرضى إلكترونياً.

تُعرف رواندا باسم أرض الألف تل، ويعيش أكثر من 80٪ من سكانها في المناطق الريفية، حيث تجعل التضاريس الجبلية الوصول إلى المرافق الصحية البعيدة تحدياً حقيقياً. وتظهر الدراسات أن تقليل المسافة بين المرضى والمراكز الصحية يمكن أن يحسن بشكل كبير من النتائج الصحية الحيوية مثل معدلات بقاء الرضع على قيد الحياة.

وفي حين أن رواندا من الدول المعروفة بريادتها عالمياً في تحسين الخدمات الصحية من خلال تبنيها الناجح لسياسية التغطية الصحية الشاملة، إلا إنه لا تزال مسألة توفير الرعاية الصحية الأولية ضمن المجتمع تمثل عائقاً لعملية التطوير المتواصلة. ويتسبب ضعف خدمات الرعاية الصحية في تأخر حصول الناس عليها أو طلبها بوتيرة أقل، وهو ما قد يجعل الأمراض التي يمكن الوقاية منها وعلاجها مُهددة للحياة في المناطق الريفية النائية. وعلى غرار ذلك، تواجه منطقة رابافو ظروف رعاية صحية مماثلة، مما يجعل مساعدة ودعم هذا الجزء من البلاد أمراً بالغ الأهمية أيضاً.

وتفتقر المناطق الريفية والنائية في رواندا إلى وجود مراكز صحية، حيث يعاني سكان هذه المناطق من مشكلة الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، ما يؤثر سلباً على رفاه المجتمع والتحصيل العلمي والتنمية الاقتصادية.

إنوسنت نتاكيروتيمانا هو أب لستة أطفال ويعيش في قطاع ماتا في منطقة نياروغورو في المقاطعة الجنوبية لرواندا. وهو مزارع ويعمل أيضاً كعامل صحة مجتمعي في مركز غوروي الصحي. وإنوسنت هو واحد من آلاف الروانديين الذين يستفيدون من مبادرة "ما بعد 2020".

وكان إنوسنت وعائلته يكافحون في الماضي للحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجونها. لقد تغير كل ذلك بفضل إنشاء مركز صحي من قبل مبادرة "مابعد 2020" و"ون فاميلي هيلث"، وهي منظمة غير ربحية رائدة فازت بجائزة زايد للاستدامة 2020 ضمن فئة الصحة.

وأوضح إنوسنت أنهم يعيشون في قرية نائية، وأنهم كانوا يذهبون إلى مركز نياميومبا الصحي الذي يبعد عنهم حوالي 10-12 كيلومتراً من أجل الحصول على العلاج الطبي.

وقال إنوسنت: "عندما كنا نمرض ونحتاج إلى رعاية طبية طارئة، غالباً ما ينتهي بنا المطاف بالبقاء في المنزل لأن المستشفى كانت بعيدة جداً. يمكنك أن تتخيل مدى صعوبة السفر من 3 إلى 4 ساعات سيراً على الأقدام أو دفع 8000 فرنك رواندي (حوالي 8 دولارات أمريكية) لاستتئجار دراجة نارية ذهاباً وإياباً للوصول إلى العيادة". كما أشار انوسنت إلى أن النساء الحوامل هن الأكثر تضرراً.

قدمت مبادرة "ما بعد 2020" حلاً مستداماً لهذه التحديات الملحة، حيث تهدف هذه المبادرة إلى إحداث تغيير جذري من خلال تقليل المسافات بين المرضى والمرافق الصحية بالتوازي مع زيادة استخدام الخدمات الصحية في المناطق الريفية. ودخل مركز غوروي الصحي حيز التشغيل في يونيو 2021.

بإمكان الآن مجتمع انوسنت وآلاف الروانديين الآخرين الذين يعيشون في المناطق الريفية في منطقتي نياروجورو وروبافو الحصول على خدمات رعاية صحية وأدوية أساسية عالية الجودة. ومن خلال هذه الشراكة، تم تمكين مقدمي الرعاية الصحية في منطقتي نياروجورو وروبافو من إدارة عيادات رعاية أولية مستدامة ومدعومة بالتكنولوجيا لتقديم خدمة أفضل للمرضى ودعم مجتمعاتهم.

وبالنسبة إلى إنوسنت فإن الحياة قد تغيرت للأفضل منذ افتتاح المركز الصحي، حيث يستيقظ في الصباح الباكر ويعتني بماشيته قبل التوجه إلى مركز غوروي الصحي لأداء واجباته كعامل صحة مجتمعي، فقد قال: "لا يستغرق الأمر مني الآن سوى خمس دقائق للوصول إلى المركز الصحي. وأنا فخور بتقديم الرعاية الصحية والتوعية الصحي لأفراد مجتمعي. وإن وجود مركز صحي ضمن مجتمعنا يعني الكثير بالنسبة لي ولعائلتي، إذ إنه يساعدنا في تفادي الأمراض وتحسين جودة حياتنا".