سلسلة ندوات تناقش أفكاراً رائدة حول أحدث التوجهات وتستقطب متابعة الآلاف حول العالم
News Post Image
06 أكتوبر 2021 مشاركة

شهدت جائزة زايد للاستدامة صيفاً حافلاً مع النجاح المتواصل الذي تحققه سلسلة الندوات الافتراضية "أصوات الاستدامة"، وهي عبارة عن حوارات على شكل أسئلة وأجوبة يتم بثها مرة واحدة في الشهر، وتمثل منصة لطرح أفكار رائدة تتعلق بعملية التحول التي يشهدها العالم نحو بناء مستقبل مزدهراً وأكثر شمولية، حيث يجري خلالها مناقشة أحدث التوجهات والموضوعات ذات الصلة بأجندة الاستدامة.

ومع بث سبع ندوات حتى الآن، استطاعت سلسلة "أصوات الاستدامة" استقطاب ما يزيد عن 500 ألف متابع عبر الإنترنت، إلى جانب تنامي شعبيتها ضمن مجتمع الاستدامة العالمي.

 

التعليم والرقمنة والتنمية

انعقدت في يوليو الماضي الندوة الرابعة من سلسلة "أصوات الاستدامة" وكانت بعنوان "التعليم والرقمنة والتنمية"، وتم خلالها استضافة معالي ديفيد موينينا سينجه، وزير التعليم الأساسي والثانوي ومسؤول الابتكار الأول في مديرية العلوم والتكنولوجيا والابتكار في سيراليون بغرب إفريقيا.

ونجحت الندوة، التي أدارتها جولي جيتشورو، رئيسة العلاقات العامة والاتصالات في مؤسسة ماستركارد، في تسليط الضوء على مدى أهمية "إصلاح عملية التعليم من خلال الرقمنة"، وتناولت مجموعة من القضايا الملحة، حيث طرح معالي الوزير آرائه حول دور التعليم الرقمي في مرحلة التعافي ما بعد الجائحة، وكيف يقدم الابتكار الرقمي نموذجاً جديداً للتنمية المستدامة، كما تمت مناقشة اهتمام سيراليون بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتعليم كوسيلة لتسريع وتيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

بالإضافة إلى ذلك، ألقت الندوة الضوء على المسار الذي يجب اتخاذه لتحقيق التنمية الشاملة، والذي غالباً ما يكون صعباً، وكيف يساعد تطبيق رقمنة التعليم على نطاق عالمي في معالجة تفاوت المستويات الاجتماعية، وخصوصاً مسألة توفر خدمات التعليم وتحمل تكاليفها.

والجدير بالذكر أن معالي ديفيد موينينا سينجيه هو أول من يتولى منصب "مسؤول الابتكار الأول" في سيراليون، كما أنه يشغل منصب وزير التعليم الأساسي والثانوي وكان سابقاً باحثاً في مركز "آي بي ام للأبحاث بأفريقيا" في نيروبي. وُلد ديفيد ونشأ في سيراليون، وحصل على درجة الدكتوراه من "مختبر ام آي تي ميديا" حيث كان بحثه في مجال الميكانيكا الإلكترونية الحيوية وركز على تصميم أطراف صناعية مريحة وواجهات يمكن ارتداؤها.

 

التغير المناخي، ومجتمعات الشعوب الأصلية، والعدالة البيئية

انعقدت في أغسطس الماضي الندوة الخامسة من سلسلة "أصوات الاستدامة" وكانت بعنوان "تغير المناخ، ومجتمعات الشعوب الأصلية، والعدالة البيئية"، وقد جرت لأول مرة على شكل جلسة حوارية وضمت سعادة رزان خليفة المبارك التي تم تعيينها مؤخراً رئيسةً للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وهي أيضاً العضو المنتدب وعضو مجلس إدارة هيئة البيئة - أبوظبي، وقد ارتبط اسمها بسلسلة من النجاحات التي حققتها دولة الإمارات في مجال الحفاظ على الطبيعة وتحقيق إنجاز هو الأول من نوعه تمثل في إخراج المها العربي من فئة الحيوانات المهددة بالانقراض.

وضمت الندوة التي استغرقت 45 دقيقة هندو أومارو إبراهيم، وهي مدافعة عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وعضو مجلس إدارة منظمة الحفظ الدولية، وعضو مجلس جائزة إيرثشوت، وصديق رسمي لرئاسة مؤتمر المناخ (كوب 26). وأدارت النقاش جيسيكا تشيم، المؤسس والمدير العام لشركة "ايكو بزنس" ومقرها سنغافورة. وتزامن بث الندوة مع اليوم العالمي للشعوب الأصلية، والذي جرى الاحتفال به في 9 أغسطس.

وقد تمحور النقاش، الذي تضمن العديد من الأفكار والآراء المهمة، حول المخاطر الواضحة والقائمة التي تواجهها مجتمعات السكان الأصليين في جميع أنحاء العالم، والتي تعتبر من أوائل المتأثرين بتبعات التغير المناخي.  

وشملت الموضوعات التي تم تناولها تحديد سبل الاستفادة من العادات والتقاليد الفعالة للشعوب الأصلية في مواجهة تغير المناخ وتلبية الحاجة الملحة لأن يكون لدينا كوكب مزدهر يضمن تنمية قدرات النساء والشباب والمجتمعات. كما سلطت الندوة الضوء على الروابط المعقدة بين الكوكب والمجتمعات، وخصوصاً ما يتعلق بالقدرة على تنمية دور المرأة في المجتمع وكذلك مدى تأثير حالة الطوارئ المناخية.

وفي عام 2018، اختار المنتدى الاقتصادي العالمي، رزان خليفة المبارك، للانضمام إلى عضوية مجتمع القيادات العالمية الشابة الذي يضم 100 من القادة الشباب، وذلك عن مساهمتها ودورها الفاعل في بناء مستقبل أكثر استدامة للبشرية جمعاء. كما تعتبر هندو أومارو إبراهيم ناشطة بيئة أيضاً وهي عضوة في مجتمع مبورورو للسكان الأصليين في تشاد. وقد كرست هندو جهودها لحماية كافة الشعوب الأصلية وإبراز مدى أهمية وقيمة معارفهم في مكافحة تغير المناخ وحماية التنوع الحيوي. وهي عضوة في لجنة تنسيق الشعوب الأصلية في إفريقيا، وشغلت منصب الرئيس المشارك للمنتدى الدولي للشعوب الأصلية بشأن تغير المناخ. كما أنها تشارك هذا العام ضمن لجنة تحكيم جائزة زايد للاستدامة.

الشعوب، والكوكب، والربحية

تم بث آخر ندوة من سلسلة "أصوات الاستدامة" في وقت سابق من هذا الشهر، وقد ضمت د. أندرو ستير، الرئيس والرئيس التنفيذي لصندوق "بيزوس ايرث"، وأدارت الجلسة جويل ماكوير، رئيس مجلس الإدارة وشريك مؤسس في مؤسسة "غرين بيز". وعقدت الندوة تحت عنوان "الشعوب، والكوكب، والربحية"، وسلطت الضوء على موضوع "العدالة البيئية، وإدارة الموارد البيئية، والعمل المناخي". كما ركزت الندوة على تقديم إحاطة شاملة بمفهوم الاستدامة وأجندة التنمية المستدامة، إلى جانب مناقشة مجموعة من الموضوعات، بدءاً من التحولات المطلوبة لتحقيق الربح والازدهار، ووصولاً إلى الخطوات الرئيسية التي يجب على المجتمعات والحكومات والقطاع الخاص اتخاذها من أجل بناء علاقة سليمة بين المجتمعات والكوكب الذي تعيش فيه.  

كما ركزت الندوة على العمل المناخي وأهمية صياغة سياسات مناخية سليمة وفعالة خلال "عقد من العمل"، حيث قدم الدكتور ستير رأيه حول النتائج المتوقعة من مؤتمر المناخ (كوب 26) الذي ينعقد في نوفمبر القادم، والخطوات اللازمة لتحقيق تنمية عادلة ضمن المجتمعات المتضررة في العالم مع التركيز بشكل أساسي على الإنسان.

ويشغل الدكتور أندرو ستير منصب الرئيس والرئيس التنفيذي لصندوق "بيزوس ايرث" اعتباراً من شهر أبريل الماضي، وكان قبل ذلك يتولى منصب الرئيس والرئيس التنفيذي لمعهد الموارد العالمية منذ عام 2021. كما شغل الدكتور ستير منصب المبعوث الخاص للبنك الدولي حول تغير المناخ في الفترة 2010-2012، ومدير عام في وزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة بلندن في الفترة 2007-2010.

وفي مرحلة مبكرة من مسيرته المهنية، عمل الدكتور ستير كأستاذ اقتصاد في جامعة كامبريدج، كما له كتابات عديدة حول الصلات بين الاقتصاد والبيئة الطبيعية.