جهود الفائزين بالجائزة تصل إلى الهند
لقد أدت جائحة كورونا إلى تعطيل جميع مناحي الحياة في مختلف أنحاء العالم، لكن اتخاذ خطوات سريعة ومبتكرة من قبل فائزين سابقين بجائزة زايد للاستدامة، كان له دور كبير في دعم الجهود العالمية في مكافحة فيروس (كوفيد-19).حصلت مؤسسة "سيلكو" على جائزة زايد للاستدامة عام 2018 عن فئة المنظمات غير الربحية لدورها في تمويل أنظمة طاقة متجددة ومستدامة للأسر ذات الدخل المنخفض في الهند. وخلال انتشار فيروس (كوفيد-19) ركزت المؤسسة على توفير أدوات وتقنيات تساهم في تسهيل عملية إجراء الفحوصات، وسخرت التمويل الذي حصلت عليه بعد فوزها بالجائزة لخدمة هذا الغرض.
تقع مدينة "أودوبي" الهندية على بعد أقل من 100 كيلومتر من مطار "مانجالور"، وكانت المدينة تعد نقطة ساخنة للمهاجرين العائدين إلى البلاد حيث أجبر فيروس كورونا المستجد العديد من الأشخاص على ترك وظائفهم في جميع أنحاء العالم. وقد واجهت إدارة الصحة المحلية مشكلة بسبب تدفق أعداد كبيرة من القادمين حيث أرادت التحكم في انتشار الفيروس من خلال إجراء الفحوصات الدقيقة والعشوائية، واستقرت الإدارة على استخدام شاحنات اختبار متنقلة عند نقاط التفتيش ونقاط الدخول لاحتواء هذه المشكلة.
تم استخدام شاحنات المسح المتنقلة للكشف عن فيروس (كوفيد-19) في ذروة فصل الصيف مما أدى إلى وجود خطر يتهدد صحة الموظفين الذين كانوا يتواجدون داخل هذه المركبات المقفلة بإحكام وهم بحاجة إلى وجود مصادر تبريد فعالة. وقد استثمرت مؤسسة "سيلكو" التمويل التي حصلت عليه بعد فوزها بالجائزة في توفير حلول تقنية مبتكرة لتزويد المركبات بالكهرباء عبر مصادر الطاقة الشمسية. وقد ساهم الحل الذي وفرته المؤسسة في انتشار وحدات متنقلة تعمل بالطاقة الشمسية لجمع مسحات الكشف عن فيروس (كوفيد-19) في المنطقة، مما أدى إلى تحسين معدلات الفحوصات بشكل كبير.
كما ساهمت المؤسسة الفائزة بجائزة زايد للاستدامة في دعم جهود ولاية "جهارخاند" لمكافحة الفيروس، حيث كان المسؤولون يواجهون صعوبات في إجراء الفحوصات وجمع العينات من الحالات المشتبه بها. كما كان موظفو الرعاية الصحية على تماس مباشر مع المصابين مما أدى إلى تخصيص جزء من الميزانية لشراء معدات الوقاية الشخصية. وقد طورت مؤسسة "سيلكو" حلاً فعالاً من حيث التكلفة يتمثل في تخصيص كشك لجمع العينات يعمل بالطاقة الشمسية، وهو عبارة عن حجرة متنقلة تحتوي على قفازات مثبتة في المقدمة يمكن للعاملين الصحيين من خلالها أخذ عينات من المرضى المشتبه بإصابتهم.
وبفضل هذه الحلول التي تعمل بالطاقة المستدامة، تمكن العاملون في الخطوط الأمامية من إجراء الفحوصات بأمان لمدة تتراوح بين 15 و17 ساعة يومياً، مما قلل بشكل كبير من الحاجة إلى معدات الوقاية الشخصية وأدى إلى خفض التكاليف التي تتكبدها إدارة الصحة المحلية. وقد تم إجراء أكثر من 850 ألف فحص حتى الآن بفضل هذه الحلول التي ساهمت في رفع مستويات الصحة والسلامة لدى سكان المنطقة حيث كان كثيرون منهم مترددون في زيارة المستشفيات ولكن تم إجراء اختبارات لهم بفضل ثقتهم في الخدمات المقدمة محلياً.